الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز - : " ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين " ؛ بتشديد الهاء؛ والنصب في " كيد " ؛ ويجوز الجر في " كيد " ؛ وإضافة " موهن " ؛ إليه؛ ففيه أربعة أوجه؛ في النصب وجهان؛ وفي الجر وجهان؛ وموضع " ذلكم " : رفع؛ المعنى : " الأمر ذلكم وأن الله... " ؛ و " الأمر أن الله موهن " ؛ وقوله : ذلكم فذوقوه ؛ موضع " ذلكم " : رفع على إضمار " الأمر " ؛ المعنى : " الأمر ذلكم فذوقوه " ؛ فمن قال : إنه يرفع " ذلكم " ؛ بما عاد عليه من الهاء؛ أو بالابتداء؛ وجعل الخبر " فذوقوه " ؛ فقد أخطأ من قبل أن ما بعد الفاء لا يكون خبرا لمبتدإ؛ لا يجوز " زيد فمنطلق " ؛ ولا " زيد فاضربه " ؛ إلا أن تضمر " هذا " ؛ تريد " هذا زيد فاضربه " ؛ قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 408 ] وذكر بعضهم أن تكون في موضع نصب؛ على إضمار " واعلموا أن للكافرين عذاب النار " ؛ ويلزم على هذا أن يقال : " زيد منطلق وعمرا قائما " ؛ على معنى : " واعلم عمرا قائما " ؛ بل يلزمه أن يقول : " عمرا منطلقا " ؛ لأن المخبر معلم؛ ولكنه لم يجز إضمار " اعلم " ؛ ههنا؛ لأن كل كلام يخبر به؛ أو يستخبر فيه؛ فأنت معلم به؛ فاستغني عن إظهار العلم؛ أو إضماره؛ وهذا القول لم يقله أحد من النحويين.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية