الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            هـ- التيسير ورفع الحرج:

            من خصـائص التشريع الإسلامي رفع الحرج، يقول الله عز وجل: ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) (الحج:78)، وقال صلى الله عليه وسلم : ( يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا ) [1] . [ ص: 125 ]

            وعن أبي هـريرة، رضي الله عنه، أن أعرابيا بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعـوا به، فقـال لهم رسـول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوه وأهريقوا على بـوله ذنوبا من ماء - أو سجلا من ماء - فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) [2] .

            وتيسـير النبي صلى الله عليه وسلم لم يـكن أمرا خفيا أو خاصا مع قوم، وإنما كان عـاما يشهـد به الجميـع، فـهـذا "الأزرق بن قيس قال: كنا على شاطئ نهر بالأهـواز قـد نضب عنه المـاء فجـاء أبو برزة الأسلمي على فرس فصـلى وخلى فرسه فانطلقت الفرس، فترك صلاته وتبعها حتى أدركـها، فأخـذها، ثم جاء فقضى صلاته، وفينا رجل له رأي، فأقبل يقـول: انظروا إلى هذا الشيخ ترك صـلاته من أجل فرس! فأقبل فقال: ما عنفني أحـد منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن منزلي متراخ فلو صليت وتركته لم آت أهلي إلى الليل.. وذكر أنه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم فرأى من تيسيره" [3] . [ ص: 126 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية