الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
44 ( م ) - حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين ، قال : نا إسماعيل بن سنان قال : نا عبد الواحد بن زيد ، عن أسلم الكوفي ، عن مرة الطيب ، عن زيد بن أرقم قال : كنا مع أبي بكر - رضي الله عنه - إذ استسقى فأتى بماء وعسل فلما وضعه على يده بكى وانتحب حتى ظننا به شيئا ولا نسأله عن شيء فلما فرغ قلنا : يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما حملك على هذا البكاء ؟ قال بينما أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ رأيته يدفع عن نفسه شيئا ولا أرى شيئا فقلت : يا رسول الله : ما الذي رأيتك تدفع عن نفسك ولا أرى شيئا ؟ قال : " الدنيا تطاولت لي فقلت : إليك عني " فقالت : أما إنك لست بمدركي . فشق علي وخشيت أن أكون قد خالفت أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأدركتني الدنيا .

وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أبو بكر ، ولا عن أبي بكر إلا [ ص: 197 ] زيد بن أرقم ، ولا عن زيد إلا مرة ، ولا عن مرة إلا أسلم الكوفي ، وأسلم رجل ليس بمعروف لا نعلم روى عنه إلا عبد الواحد بن زيد ، وعبد الواحد بن زيد لم يكن بقوي في الحديث وكان رجلا متعبدا من أهل البصرة ، لم يكن عند أهل العلم بالحافظ ، وإنما ذكرنا هذا الحديث على ما فيه من علة لأنا لم نجد له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - طريقا يروى عنه إلا من هذا الوجه فلذلك كتبناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية