الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

402 - أخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم الخباز أن [ ص: 377 ] محمد بن رجاء بن إبراهيم أخبرهم ، أبنا أحمد بن عبد الرحمن ، أبنا أحمد بن موسى بن مردويه ، ثنا دعلج بن أحمد ، ثنا محمد بن علي بن زيد ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما أراد الله عز وجل أن يرفع عيسى عليه السلام خرج على أصحابه من عين في بيت ورأسه يقطر ماء ، وهم اثنا عشر رجلا ، فقال : إن منكم من سيكفر بعد إذ آمن بي ، أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني فيكون معي ، فقام شاب ، فقال له : أنا ، فقال له : اجلس ، ثم أعاد عليهم ، فقال الشاب : أنا ، فقال : اجلس فأعاد عليهم ، فقال الشاب : أنا ، فقال : أنت ذاك فألقى عليه شبه عيسى ، ورفع عيسى من زاوية من البيت إلى السماء ، وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ، ثم صلبوه قال : وافترقوا ثلاث فرق ، فقالت فرقة : كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ، ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون .

وقالت فرقة : كان فينا الله ما شاء ، ثم ارتفع إلى السماء وهؤلاء اليعقوبية .

وقالت فرقة : كان فينا ابن الله ما شاء ، ثم رفعه إليه وهؤلاء النسطورية ، فتظاهرت الكافرتان على المؤمنة ، فقاتلوها فقتلوها ، فلم يزل الإسلام طامسا حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل : فآمنت طائفة من بني إسرائيل يعني الطائفة التي آمنت [ ص: 378 ] في زمن عيسى ، وكفرت طائفة التي كفرت في زمن عيسى ، فأيدنا الذين آمنوا في زمن عيسى بإظهار محمد عليه السلام دينهم على دين الكافرين
.

رواه النسائي بنحوه ، عن أبي كريب ، عن أبي معاوية .

التالي السابق


الخدمات العلمية