الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              1590 - حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب في قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم إلى قوله أفتهلكنا بما فعل المبطلون ، قال : " جمعهم جميعا فجعلهم أزواجا ، ثم صورهم ، ثم استنطقهم ، فقال : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنا أن يقولوا يوم القيامة : لم نعمل هذا ، قالوا : نشهد أنك أنت ربنا وإلهنا ، لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك ، قال : فإني سأرسل إليكم رسلي وأنزل عليكم كتبي ، فلا تكذبوا برسلي وصدقوا [ ص: 147 ] بوعدي ، إني سأنتقم ممن أشرك بي ولم يؤمن بي ، قال : فأخذ عهدهم وميثاقهم ثم رفع أباهم آدم إليهم فنظر إليهم ، فرأى منهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك ، فقال : رب لو شئت سويت بين عبادك ، قال : إني أحببت أن أشكر ، والأنبياء يومئذ فيهم مثل السرج ، قال : وخصوا بميثاق آخر للرسالة أن يبلغوها ، قال : فهو قوله : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ، قال : " وهو قوله : فطرت الله التي فطر الناس عليها وهو قوله وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ، قال : " وذلك قوله واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به ، قال : " فكان في علم الله يومئذ من يكذبه ومن يصدقه ، قال : وكان روح عيسى ابن مريم عليه السلام في تلك الأرواح التي أخذها عهدها وميثاقها في زمن آدم ، قال : فأرسله الله عز وجل في صورة بشر إلى مريم فتمثل لها بشرا سويا ، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ، قال : " فحملت الذي يخاطبها ، قال : أي فدخل من فيها . [ ص: 148 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية