الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              1591 - أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن بن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني ، قال : أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي البسري البندار ، قال : أخبرنا أبو عبد الله : عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة إجازة ، قال : حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء (ح) ، وحدثني أبو صالح محمد بن أحمد قالا : حدثنا أبو جعفر محمد بن داود البصروي ، قال : حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، (ح) ، وأخبرني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا الفريابي ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا ليث بن سعد ، عن ابن عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن عبد الله بن سلام ، أنه ، قال : خلق الله عز وجل الأرض يوم الأحد والإثنين ، وقدر فيها أقواتها ، وجعل فيها رواسي من فوقها في يوم الثلاثاء والأربعاء ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فخلقها يوم الخميس والجمعة ، وأوحى في كل سماء أمرها ، وخلق آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة ثم تركه أربعين ينظر إليه ويقول : تبارك الله أحسن الخالقين ، ثم نفخ فيه من روحه فلما دخل في بعضه الروح ذهب ليجلس ، قال الله عز وجل : خلق الإنسان من عجل ، فلما تبالغ فيه الروح ، عطس فقال الله له : قل الحمد لله ، فقال : الحمد لله ، فقال الله له : رحمك ربك ، ثم ، قال : اذهب إلى أهل ذاك المجلس من الملائكة ، فسلم عليهم ، ففعل فقال : هذه تحيتك وتحية ذريتك ، ثم مسح ظهره بيديه فأخرج فيهما من هو خالق من ذريته إلى أن تقوم الساعة ، ثم قبض يديه ثم ، قال : اختر يا آدم ، قال : اخترت يمينك يا رب ، وكلتا يديك يمين ، [ ص: 149 ] فبسطها ، وإذا فيها ذريته من أهل الجنة ، فقال : ما هؤلاء يا رب ؟ قال : هو ما قضيت أن أخلق من ذريتك من أهل الجنة إلى أن تقوم الساعة ، فإذا فيهم من له وبيص ، قال : ما هؤلاء يا رب ؟ قال : هم الأنبياء ، قال : فمن هذا الذي له فضل وبيص ؟ قال : هذا ابنك داود ، قال : فكم جعلت عمره ؟ قال : ستين ، قال : فكم عمري ؟ قال : ألف سنة ، قال : فزده يا رب من عمري أربعين سنة ، قال : إن شئت ، قال : قد شئت ، قال : إذا يكتب ثم يختم ثم لا يبدل ، ثم رأى في آخر كف الرحمن آخر له فضل وبيص ، قال : فمن هذا يا رب ؟ قال : هذا محمد ، هو آخرهم وأولهم ، أدخله الجنة . فلما أتاه ملك الموت ليقبض نفسه ، قال : إنه قد بقي من عمري أربعون سنة ، قال : أولم تكن وهبتها لابنك داود ؟ قال : لا ، قال : فنسي آدم فنسيت ذريته ، وعصى آدم فعصت ذريته ، وجحد آدم فجحدت ذريته ، فذلك أول يوم أمر بالشهداء .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية