الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ، وصل هذا بما قبله للترغيب في الهجرة ، وتنشيط المستضعفين وتجرئتهم على استنباط الحيل لها ; لأن الإنسان يتهيب الأمر المخالف لما اعتاده وأنس به ، ويتخيل فيه من المشقات والمصاعب ما لعله لا يوجد إلا في خياله ، فبعد أن توعد التارك المقصر ، وأطمع التارك المعذور في العفو إطماعا مبنيا على أن ذلك من شأن الله - تعالى - أن يفعله ، بين تعالى أن ما يتصوره بعض الناس من عسر الهجرة لا محل له ، وأن عسره إلى يسر ، من يهاجر بالفعل يجد في الأرض مراغما كثيرا ، أي : متحولا من الرغام وهو التراب ، أو مذهبا في الأرض يرغم بسلوكه أنوف من كانوا مستضعفين له ، أو مكانا للهجرة ومأوى يصيب فيه الخير والسعة فوق النجاة من الاضطهاد [ ص: 293 ] والذل ، فيرغم بذلك أنوفهم ، وفيه الوعد للمهاجرين في سبيل الله بتسهيل السبل وسعة العيش ، وإنما تكون الهجرة في سبيل الله حقيقة إذا كان قصد المهاجر منها إرضاء الله - تعالى - بإقامة دينه ، كما يجب ، وكما يحب - تعالى - ، ونصر أهله المؤمنين ، على من يبغي عليهم من الكافرين .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية