الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 177 ] قال : ( ولا بأس بعيادة اليهودي والنصراني ) ; لأنه نوع بر في حقهم ، وما نهينا عن ذلك ، وقد صح { أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهوديا مرض بجواره }.

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الحادي والأربعون : وقد صح { أنه عليه السلام عاد يهوديا بجواره } ، قلت : أخرجه البخاري في " صحيحه في الجنائز " عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس ، { قال : كان غلام يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار }انتهى . ورواه الحاكم في " المستدرك في الجنائز " ، أيضا ، وزاد : { فلما مات قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : صلوا على صاحبكم }انتهى .

                                                                                                        وقال : حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه . ووهم في ذلك ، فقد رواه البخاري في موضعين : في " الجنائز وفي الطب " ، ورواه أحمد في " مسنده " ، ولفظه : { كان غلام يهودي يخدم النبي ، يضع له وضوءه ، ويناوله بغلته } ، وليس في ألفاظهم : أنه كان جاره ، لكن رواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع الأول ، من القسم الرابع بالإسناد المذكور { أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد جارا له يهوديا }انتهى .

                                                                                                        ورواه عبد الرزاق في " مصنفه في كتاب أهل الكتاب " أخبرنا ابن جريج ثنا عبد الله بن عمرو بن علقمة عن ابن أبي حسين { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له جار يهودي فمرض . فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ، فعرض عليه الشهادتين ، ثلاث مرات ، فقال له أبوه في الثالثة : قل ما قال لك ، ففعل ، ثم مات ، فأرادت اليهود أن تليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن أولى به ، وغسله النبي صلى الله عليه وسلم وكفنه ، وحنطه ، وصلى عليه ، }انتهى .

                                                                                                        وروى محمد بن الحسن [ ص: 178 ] في " كتاب الآثار " أخبرنا أبو حنيفة عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال : { كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لنا : قوموا بنا نعود جارنا اليهودي ، قال : فأتيناه ، فقال له عليه السلام : كيف أنت يا فلان ، ثم عرض عليه الشهادتين ، ثلاث مرات ، فقال له أبوه في الثالثة : يا بني اشهد ، فشهد ، فقال عليه السلام : الحمد لله الذي أعتق بي نسمة من النار }انتهى .

                                                                                                        ومن طريق محمد بن الحسن ، رواه ابن السني في " كتاب عمل اليوم والليلة " { حديث آخر } : رواه عبد الرزاق في " مصنفه " حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : { مرض أبو طالب فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : رواه البيهقي في " شعب الإيمان " في آخر الباب الثالث والستين . أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا أبو علي بن أحمد بن الحسن الصواف ثنا بشر بن محمد ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا يونس بن بكير حدثني سعيد بن ميسرة القيسي ، سمعت أنس بن مالك يقول : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد رجلا على غير الإسلام لم يجلس عنده ، وقال : كيف أنت يا يهودي ، كيف أنت يا نصراني ، بدينه الذي هو عليه }انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية