الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1247 1309 - حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه قال : كنا في جنازة فأخذ أبو هريرة - رضي الله عنه - بيد مروان فجلسا قبل أن توضع ، فجاء أبو سعيد - رضي الله عنه - فأخذ بيد مروان فقال : قم فوالله لقد علم هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن ذلك . فقال أبو هريرة : صدق . [1310 - مسلم : 959 - فتح: 3 \ 178]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي سعيد مرفوعا : "إذا رأيتم الجنازة فقوموا ، فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع " .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث سعيد المقبري عن أبيه قال : كنا في جنازة فأخذ أبو هريرة بيد مروان فجلسا قبل أن توضع ، فجاء أبو سعيد - رضي الله عنه - فأخذ بيد مروان فقال : قم والله لقد علم هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن ذلك . فقال أبو هريرة : صدق .

                                                                                                                                                                                                                              وهذا من أفراد البخاري ، والأول أخرجه مسلم أيضا . وقد أخذ بظاهر هذا الحديث طائفة ، وكانوا يقومون للجنازة إذا مرت بهم ، روي ذلك عن أبي مسعود البدري ، وأبي سعيد الخدري ، وقيس بن سعد ، وسهل بن حنيف ، وسالم بن عبد الله . زاد ابن حزم : والمسور بن [ ص: 591 ] مخرمة وقتادة وابن سيرين والشعبي والنخعي .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أحمد وإسحاق : إن قام لم أعبه ، وإن قعد فلا بأس . ذكره ابن المنذر ، وقد سلف نسخه .

                                                                                                                                                                                                                              وإن أئمة الفتوى على ترك القيام . قال ابن المنذر : وممن رأى أن لا يجلس من تبعها حتى توضع عن مناكب الرجال أبو هريرة وابن عمر وابن الزبير والحسن بن علي والنخعي والشعبي والأوزاعي ، وأما أمر أبي سعيد لمروان بالقيام فهو من أفراده كما قال ابن بطال ، وممن روي عنه القيام للجنازة إذا مرت بهم ممن ذكرناهم في الباب قبل هذا ، لم يحفظ عن أحد منهم قول أبي سعيد ، وقعود أبي هريرة ومروان دليل على أنهما علما أن القيام ليس بواجب ، وأنه أمر متروك ليس عليه العمل ; لأنه لا يجوز أن يكون العمل على القيام عندهم ويجلسان ، ولو كان أمرا معمولا ما خفي مثله على مروان ; لتكرر مثل هذا الأمر ، وكثرة شهودهم الجنائز ، والعمل في هذا على ما فعله ابن عمر والصحابة من الجلوس قبل وضعها .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية