الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إقناع الصديق الذي يفعل الحرام ويراه حلالا

السؤال

صديقي والحمد لله مواظب علي الصلاة ويصوم ويؤدي الفرائض, ولكن مشكلته أنه تأثر ببعض الفتن والمحرمات التي انتشرت في عصرنا هذا وهو يعتقد أن تلك الأشياء ليست حراما, مثلا في إحدي الأيام قلت له إن تصوير الأشياء التي بها روح حرام فلم يصدقني وعندما أتيته بأدلة من السنة قال لي ( ما الذي يثبت لي أن هذا الحديث صحيح) وقلت له إن الموسيقي حرام فقال لي لماذا مادامت حسنة الصوت, وإذا أتيته بدليل من القرآن فلا يقتنع بذلك, أخشي أن أطيل معه الكلام في هذه الأمور لأن الله تعالي قال:(لا إكراه في الدين ) فما الحل برأيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما الآية التي ذكرت فليس محل الاستدلال بها هنا إذ هي فيما يتعلق بإكراه الغير على الدخول في الإسلام.

وأما موقفك من صديقك فليس عليك إلا البلاغ والتلطف بالنصح والتوجيه والإرشاد والتعليم ولا ينبغي إطالة الكلام معه والإلحاح عليه فإن ذلك قد ينفره ولكن ينبغي استغلال الوقت المناسب لذلك.

وعليك بمحاولة إقناعه بالحسنى ويمكنك الاستعانة بغيرك معك ممن تظن أنه يؤثر عليه كشيخ أو عالم ونحوهما، وأما إقناعه بان الأدلة التي تستدل بها صحيحة وأنها تدل على المراد فيكون بإطلاعه على كلام أهل العلم الذين يستدلون بهذه الأدلة، وحاول التقرب إليه بالهدية وغيرها، وأشعره بحرصك عليه وحبك له فإنك بذلك تكسب قلبه ويتيسر لك دعوته.

وأخيرا فلا تنس الدعاء له بالهداية والتوفيق وجزاك الله خير الجزاء على حرصك على الدعوة إلى الله وتبيين الحق للآخرين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني