الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأسلوب الأمثل في نصح المسلمين العصاة

السؤال

خطيب مسجدنا في يوم الجمعة ومن فوق المنبر قال: أصحاب الصف الأول يأكلون الحرام وما ينفعهم وإن صاموا أو تصدقوا أو تهجدوا في الليل وإن أصحاب الصف الأخير أفضل منهم. فما رأي فضيلتكم في مثل هذا الكلام الصادر من خطيب الجامع في يوم الجمعة مهما كانت أسبابه حتى وإن وجد من يعنيه في الصف الأول، فهل يجوز له قول ذلك وهل يجوز له التعميم، فأفتونا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الخطيب يقصد أناساً بأعيانهم فالذي نراه أنه قد أخطأ في مقولته تلك من حيث التعميم، ومن حيث إنه خالف سنة النبي صلى عليه وسلم في نصح العاصين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد النصيحة قال (ما بال أقوام...) ونحو ذلك من العبارات التي ليس فيها مخاطبة مباشرة للعاصين ولا تشهير بأعيانهم على الملأ، ثم لا يجوز له الجزم بأن صلاتهم وصيامهم وصدقتهم لن تنفعهم لارتكابهم بعض المعاصي، فالله تعالى حكم عدل يكافئ عن الحسنات كما يعاقب على السيئات.

وأيضاً قد يوجد في الصف الأول من هم أبعد الناس عن أكل الحرام، فعلى الخطيب المشار إليه أن يتقي الله تعالى ، وأن يدعو إلى الله تعالى بعلم وحكمة، وأن لا يكون سبباً في نفرة المصلين لأن العصاة إن علموا أنه سيحرجهم ويشهر بهم امتنعوا عن الإتيان إلى المسجد خوف الفضيحة، وقد أمر الله تعالى نبيه بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالتوبيخ والتشهير، كما قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ... {النحل:125}، وقال صلى الله عليه وسلم: ... عليك بالرفق وإياك والعنف... رواه البخاري.. وأخيراً ننصحكم إن لم ينته الخطيب المشار إليه عن أسلوبه المنفر أن ترفعوا أمره إلى الوزارة المعنية بالمساجد حتى يستبدل بخطيب آخر حليم رفيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني