الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صيام من يعاني من نزيف الفم بصفة يومية

السؤال

من يعاني من نزيف في الفم يوميا خلال شهر رمضان، وخاصة أثناء النوم؛ إذ إن نومه متقطع، ويضطر من حين إلى آخر إلى مضمضة فمه مما جعل عليه مشقة في صومه، ويعاني أيضا من الوسوسة، فهل يعفى من المضمضة؟ ويكفيه بصق الدم مع إعفائه من أثر الدم، إذ يصعب إرجاع الريق إلى بياضه بعد المضمضة، وهل إذا ابتلع الريق المختلط بدم دفعا للمشقة يلزمه القضاء؟ إذا كان لا فهل يقضي الأيام التي أتم صيامها بنية القضاء ظنا أنه قد أفطر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وشكوك, وننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك أنفع علاج لها, وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086 ، وإذا كان الحال على ما ذكرت من كونك تعاني نزيفا يوميا في رمضان, فيكفيك مج الدم, ولا تجب عليك المضمضة منه إلا عندما تريد أن تقرأ القرآن أو تصلي, وعلى افتراض أنك قد ابتلعت شيئا من الدم من غير قصد أو ابتلعته أثناء نومك, فصيامك صحيح, ولا شيء عليك.

بل إن بعض أهل العلم قال إن من كثر جريان الدم من فمه, فإنه يعفى عنه, فلا يطالب بغسله, ولا يفسد صومه, ولا قضاء عليه, ولو ابتلعه عمدا لمشقة الاحتراز منه, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 181269 , والفتوى رقم: 77849 ، وبخصوص ما يحصل لك من نية العزم على قضاء الصيام معتقدا بطلانه, فإذا كنت قد رفضت نية الصيام, أو أفطرت فعلًا بأحد المفطرات الأخرى، فصومك باطل، ويجب عليك القضاء, وإن كان الأمر مجرد تردد في الفطر، أو اعتقاد بطلان الصوم، فالصوم صحيح؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 117282.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني