الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على المبتلى بالحدث التقليل من الطعام

السؤال

ما هو حكم الأكل بحق صاحب سلس الريح إذا علم أنها قد تزيد الغازات عليه. وهل عليه التقليل من الأكل أو أكل وجبة واحدة في اليوم فقط و جعلها بعد صلاة العشاء مثلا ؟؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فلا يطالب صاحب السلس بالامتناع عن الطعام أو الشراب لأن في هذا ضررا عليه، ولكن لو فرض أنه لو امتنع عن تناول أنواع من المطعومات أو المشروبات لانقطع سلس الريح فإنه ينبغي تجنب تلك المطعومات والمشروبات إذا لم يترتب على تجنبها ضرر، مراعاة لقول من قال من أهل العلم بأن السلس إذا أمكن تداويه فإنه كان ناقضا.

قال في منح الجليل عند قول خليل في مختصره في الفقه المالكي وهو يعطف على ما ينقض الوضوء: كسلس مذي قدر على رفعه (أي) بتداوٍ أو صوم لا يشق عليه، أو تزوج أو تسر ويغتفر له زمن التداوي والخطبة والشراء... إلى قوله: ولا مفهوم لمذي؛ إذ كل سلس قدر على رفعه ناقض مطلقاً ... اهـ.

وجاء في حاشية الصاوي على الشرح الصغير من كتب المالكية في التداوي من السلس: وَكَذَا إذَا قَدَرَ عَلَى التَّدَاوِي وَجَبَ عَلَيْهِ التَّدَاوِي، وَاغْتُفِرَ لَهُ أَيَّامَهُ. اهــ.

وهذا لا يعني أنه يطالب بالتقليل من الطعام والشراب إلى حد الضرر أو المشقة وإنما بقدر التداوي من غير إلحاق ضرر بالبدن .
والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني