الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يرجى من تعلق قلبه بالمسجد أن يكون ممن يظلهم الله في ظله

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة، محافظ على الصلاة، وقراء القرآن، والصيام.
أحد الإخوة قال لي: هذا لن يفيدك، وستدخل النار.؟
أجلس في المسجد من صلاة المغرب إلى العشاء. هل أنا من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أم لا؟ لأني أحب أن يظلني في ظله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي أن تحمد الله تعالى على ما وفقك له من الخير، وتسأله المزيد من إنعامه، والاستقامة على طاعته؛ فإن الاستقامة على طاعة الله من أعظم أسباب دخول الجنة، والبعد من النار؛ فإن الله تعالى يقول: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {الأحقاف:13}.

ولا تلتفت إلى ما قيل لك من أن هذا لن يفيدك... نسأل الله لنا ولك التوفيق، والثبات على طاعته.
وفي خصوص سؤالك عما إذا كنت من الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله. فجوابه أنه قد جاء في الحديث الشريف: سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. متفق عليه.

ولكن الجزم بأنك أنت من هؤلاء الذين ورد في الحديث أنهم يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله غير ممكن؛ لأن هذا من الغيب، ولأن الشخص لا يدري ما يختم له به، والأعمال بالخواتيم، نسأل الله العافية. وقد روى البخاري بسنده من حديث أم العلاء قالت: لما مات عثمان بن مظعون قلت: رحمك الله أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فمن يكرمه الله، فقال: أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير.
فنحن كما قال الطحاوي في عقيد ته المشهورة: نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم، ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة، ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نقنطهم. اهـ.

فاستمر على الاستقامة، وأمِّل رحمة الله، واخش عقابه، ونسأل الله لنا ولك الفوز بالجنة، والنجاة من النار، وأن يجعلنا وإياك من الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني