الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7519 ) ولا يجوز تفضيل بعض الغانمين على بعض في القسمة ، إلا أن ينفل بعضهم من الغنيمة نفلا ، على ما ذكرنا في الأنفال ، فأما غير ذلك فلا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسم للفارس ثلاثة أسهم ، وللراجل سهما ، وسوى بينهم .

                                                                                                                                            ولأنهم اشتركوا في الغنيمة على سبيل التسوية ، فتجب التسوية ، كسائر الشركاء .

                                                                                                                                            ( 7520 ) فصل : وإن قال الإمام : من أخذ شيئا فهو له . جاز ، في إحدى الروايتين . وهو قول أبي حنيفة ، وأحد قولي الشافعي .

                                                                                                                                            قال أحمد ، في السرية تخرج ، فيقول الوالي : من جاء بشيء فهو له ، ومن لم يجئ بشيء فلا شيء له : الأنفال إلى الإمام ، ما فعل من شيء جاز ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم بدر : " من أخذ شيئا ، فهو له " . ولأن على هذا غزوا ، ورضوا به . والرواية الثانية ، لا يجوز . وهو القول الثاني للشافعي ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم الغنائم والخلفاء بعده ، ولأن ذلك يقضي إلى اشتغالهم بالنهب عن القتال ، وظفر العدو بهم ، فلا يجوز ، ولأن الاغتنام سبب لاستحقاقهم لها على سبيل التساوي ، فلا يزول ذلك بقول الإمام ، كسائر الاكتساب .

                                                                                                                                            وأما قضية بدر ، فإنها منسوخة ، فإنهم اختلفوا فيها ، فأنزل الله تعالى : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول . }

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية