( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر ) لما بين أنواع نعمه تعالى على بني إسرائيل بإهلاك عدوهم أتبع بالنعمة العظمى من إراءتهم هذه الآية العظيمة وقطعهم البحر مع السلامة ، والبحر بحر القلزم ، وأخطأ من قال إنه نيل مصر ومعنى ( جاوزنا ) قطعنا بهم البحر يقال جاوز الوادي إذا قطعه ، والباء للتعدية يقال جاوز الوادي إذا قطعه ، وجاوز بغيره البحر عبر به فكأنه قال وجزنا ببني إسرائيل ، أي : أجزناهم البحر ، وفاعل بمعنى فعل المجرد يقال : جاوز وجاز بمعنى واحد ، وقرأ الحسن وإبراهيم ، وأبو رجاء ويعقوب ( وجوزنا ) وهو مما جاء فيه فعل بمعنى فعل المجرد نحو قدر وقدر ، وليس التضعيف للتعدية ، روي أنه عبر بهم موسى - عليه السلام - يوم عاشوراء بعدما أهلك الله فرعون وقومه فصاموا شكرا لله ، وأعطي موسى التوراة يوم النحر فبين الأمرين أحد عشر شهرا .