الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سقط ) ( س ) فيه لله عز وجل أفرح بتوبة عبده من أحدكم يسقط على بعيره قد أضله أي يعثر على موضعه ويقع عليه ، كما يسقط الطائر على وكره .

                                                          * ومنه حديث الحارث بن حسان قال له النبي صلى الله عليه وسلم ، وسأله عن شيء ، فقال : على الخبير سقطت أي على العارف به وقعت ، وهو مثل سائر للعرب .

                                                          ( س ) وفيه لأن أقدم سقطا أحب إلي من مائة مستلئم السقط بالكسر والفتح والضم ، والكسر أكثرها : الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه . والمستلئم : لابس عدة الحرب . يعني أن ثواب السقط أكثر من ثواب كبار الأولاد ; لأن فعل الكبير يخصه أجره وثوابه ، وإن شاركه الأب في بعضه ، وثواب السقط موفر على الأب .

                                                          ومنه الحديث يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني مردا جردا مكحلين وقد تكرر ذكره في الحديث .

                                                          ( س ) وفي حديث الإفك فأسقطوا لها به يعني الجارية : أي سبوها وقالوا لها من سقط الكلام ، وهو رديئه بسبب حديث الإفك .

                                                          * ومنه حديث أهل النار ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم أي أراذلهم وأدوانهم .

                                                          ومنه حديث عمر رضي الله عنه كتب إليه أبيات في صحيفة منها :

                                                          يعقلهن جعدة من سليم معيدا يبتغي سقط العذاري

                                                          [ ص: 379 ] أي عثراتهن وزلاتهن . والعذاري جمع عذراء .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن عمر كان لا يمر بسقاط أو صاحب بيعة إلا سلم عليه هو الذي يبيع سقط المتاع وهو رديئه وحقيره .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي بكر بهذه الأظرب السواقط أي صغار الجبال المنخفضة اللاطئة بالأرض .

                                                          ( هـ ) وفي حديث سعد كان يساقط في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يرويه عنه في خلال كلامه ، كأنه يمزج حديثه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو من أسقط الشيء إذا ألقاه ورمى به .

                                                          وفي حديث أبي هريرة أنه شرب من السقيط ذكره بعض المتأخرين في حرف السين ، وفسره بالفخار . والمشهور فيه لغة ورواية الشين المعجمة . وسيجيء . فأما السقيط بالسين فهو الثلج والجليد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية