الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( وصيغته المحبوبة ) أي المسنونة كما في المحرر ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر ) ثلاثا في الجديد لوروده عن جابر وابن عباس ، وفي القديم يكبر مرتين ، ثم يقول ( لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ) مرتين ( ولله الحمد ، ويستحب أن يزيد ) بعد التكبيرة الثالثة الله أكبر ( كبيرا ) كما في الشرحين والروضة : أي بزيادة الله أكبر قبل كبيرا ( والحمد [ ص: 400 ] لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ) كما قاله عليه الصلاة والسلام على الصفا ، ومعنى بكرة وأصيلا : أول النهار وآخره ، وقيل الأصيل ما بين العصر والمغرب . ويسن أن يقول أيضا بعد هذا : لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله والله أكبر . وإذا رأى شيئا من بهيمة الأنعام في عشر ذي الحجة سن له التكبير ، قاله صاحب التنبيه وغيره ، وظاهر أن من علم كمن رأى ، فالتعبير بها جرى على الغالب .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : بعد التكبيرة الثالثة ) أي مع ما يتصل بها حج . يعني من قوله لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد إلخ . قال سم عليه : عبارة العباب فرع صفة التكبيرين : أي المرسل والمقيد الله أكبر ثلاثا نسقا ، ويحسن أن يزيد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ا هـ .

                                                                                                                            ثم قال : ويتحصل حينئذ أن صورة ترتيب هذا التكبير هكذا : الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه [ ص: 400 ] إلخ ا هـ .

                                                                                                                            لكن ظاهر كلام الشارح كالمحلي أن يختم بلا إله إلا الله والله أكبر ( قوله : ونصر عبده ) زاد سم الغزي على أبي شجاع : وأعز جنده وهزم . . إلخ ، ولم يتعرض له حج وسم وغيرهما فيما علمت فليراجع ( قوله لا إله إلا الله والله أكبر ) صريح كلامهم أنه لا تندب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبير لكن العادة جارية بين الناس بإتيانهم بها بعد تمام التكبير ، ولو قيل باستحبابها عملا بظاهر { ورفعنا لك ذكرك } وعملا بقولهم إن معناه لا أذكر إلا وتذكر معي لم يكن بعيدا ، ثم رأيت في القوت للأذرعي ما نصه عند قول المصنف يهلل ويكبر . . إلخ : روى البيهقي بإسناد حسن أن الوليد بن عقبة خرج يوما على عبد الله وحذيفة والأشعري فقال : إن هذا العيد غدا فكيف التكبير ؟ فقال عبد الله بن مسعود : تكبر وتحمد ربك وتصلي على النبي وتدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ا هـ .

                                                                                                                            ولا دلالة فيه على استحباب الصلاة بعد التكبير الذي ليس في صلاة ، وإنما يدل على أنه إذا فصل بين التكبيرات فصل بالثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم في قول الشارح ، ولو قال ما اعتاده الناس وهو الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد تسليما كثيرا لكان حسنا ( قوله : من بهيمة الأنعام ) والأنعام الإبل والبقر والغنم ( قوله في عشر ذي الحجة ) قضيته أنه لا يكبر لرؤيتها في أيام التشريق وظاهره أيضا وإن لم يجز في الأضحية ; لأن الغرض منه التذكير بهذه النعمة ، ولعل الحكمة في طلب التكبير هنا دون غيره من الأذكار أنهم كانوا يتقربون لآلتهم بالذبح عندها فأشير لفساد ذلك بالتكبير ، فإن معناه : الله أعظم من كل شيء فلا يليق أن يتقرب لغيره ، ووجه الأول أنه بدخول يوم النحر دخل وقت التضحية فيتهيأ مريدها لفعلها . والحكمة في طلب التكبير عند رؤية بهيمة الأنعام في عشر ذي الحجة استحضار طلبها فيه ثم الاشتغال به حثا لفعل التضحية عند دخول وقتها ، ووجه الثاني أن رؤية ما هو من جنس بهيمة الأنعام ولو سخلة منبه على أن ذبح ما هو من هذا النوع شعار لهذه الأيام وتعظيم له تعالى ( قوله : سن له التكبير ) أي كأن يقول الله أكبر فقط كما قاله ابن عجيل والريمي وهو المعتمد ، وقال الأزرقي : يكبر ثلاثا ( قوله فالتعبير بها ) أي الرؤية .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : بعد التكبيرة الثالثة ) قال في التحفة : أي وما بعدها مما ذكر إن أتى به ( قوله : بزيادة الله أكبر كبيرا ) هذا تفسير لأصل قول المصنف أن يزيد كبيرا وليس مراده الزيادة على ما ذكره المصنف وإلا لم يتأت [ ص: 400 - 401 ] قوله : كبيرا




                                                                                                                            الخدمات العلمية