الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 24 ] المسألة الثانية قوله تعالى : { قال من يحيي العظام وهي رميم } دليل على أن في العظام حياة ، وأنه ينجس بالموت ; لأن كل محل تحل الحياة به فيخلفها الموت ينجس ويحرم بقوله تعالى : { حرمت عليكم الميتة } وساعدنا أبو حنيفة فيه ، وقال الشافعي : لا حياة فيه ولا ينجس بالموت . وقد اضطرب أرباب المذاهب فيه ، والصحيح ما قدمناه .

                                                                                                                                                                                                              فإن قيل : أراد بقوله : { من يحيي العظام } يعني أصحاب العظام ، وإقامة المضاف مقام المضاف إليه كثير في اللغة موجود في الشريعة .

                                                                                                                                                                                                              قلنا : إنما يكون ذلك إذا احتيج إليه لضرورة ، وليس هاهنا ضرورة تدعو إلى هذا الإضمار ، ولا يفتقر إلى هذا التقدير ، وإنما يحمل الكلام على الظاهر ; إذ الباري سبحانه قد أخبر به وهو قادر عليه ، والحقيقة تشهد له ; فإن الإحساس الذي هو علامة الحياة موجود فيه ، وقد بيناه في مسائل الخلاف .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية