الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر خروج سنباذ بخراسان

وفي هذه السنة خرج سنباذ بخراسان يطلب بدم أبي مسلم ، وكان مجوسيا من قرية من قرى نيسابور يقال لها أهروانه ، كان ظهوره غضبا لقتل أبي مسلم ، لأنه كان من صنائعه ، وكثر أتباعه ، وكان عامتهم من أهل الجبال ، وغلب على نيسابور وقومس والري ، وتسمى فيروز أصبهبذ .

فلما صار بالري أخذ خزائن أبي مسلم ، وكان أبو مسلم خلفها بالري حين شخص إلى أبي العباس ، وسبى الحرم ، ونهب الأموال ، ولم يعرض للتجار ، وكان يظهر أنه يقصد الكعبة ويهدمها .

فوجه إليه المنصور جمهور بن مرار العجلي في عشرة آلاف فارس ، فالتقوا بين همذان والري على طرف المفازة ، وعزم جمهور على مطاولته ، فلما التقوا قدم سنباذ السبايا من النساء المسلمات على الجمال ، فلما رأين عسكر المسلمين قمن في المحامل ونادين : وامحمداه ! ذهب الإسلام ! ووقعت الريح في أثوابهن ، فنفرت الإبل وعادت على عسكر سنباذ ، فتفرق العسكر وكان ذلك سبب الهزيمة .

وتبع المسلمون الإبل ووضعوا السيوف في المجوس ومن معهم فقتلوهم كيف شاءوا ، وكان عدد القتلى نحوا من ستين ألفا ، وسبى ذراريهم ونساءهم ، ثم قتل سنباذ بين طبرستان وقومس .

[ ص: 67 ] وكان بين مخرج سنباذ وقتله سبعون ليلة ، وكان سبب قتله أنه قصد طبرستان ملتجئا إلى صاحبها ، فأرسل إلى طريقه عاملا له اسمه طوس ، فتكبر عليه سنباذ ، فضرب طوس عنقه ، وكتب إلى المنصور بقتله وأخذ ما معه من الأموال ، وكتب المنصور إلى صاحب طبرستان يطلب منه الأموال ، فأنكرها ، فسير الجنود إليه ، فهرب إلى الديلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية