الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3540 حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله قال أخبرني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال رأيت أبا بكر رضي الله عنه وحمل الحسن وهو يقول بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي وعلي يضحك

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث ) هذا هو الصحيح ، وقال زمعة بن صالح عن ابن أبي مليكة : " كانت فاطمة تنقز - بالقاف والزاي أي ترقص - الحسن بن علي " فذكر هذا الحديث ، وأخرجه أحمد ، ويحتمل إن كان حفظه أن يكون كل من أبي بكر وفاطمة توافقا على ذلك ، أو يكون أبو بكر عرف أن فاطمة كانت تقول ذلك فتابعها على تلك المقالة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بأبي شبيه بالنبي ) تقدم في أول صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - ووقع عند أحمد من وجه آخر عن ابن أبي مليكة قال : " وكانت فاطمة عليها السلام ترقص الحسن وتقول : ابني شبيه بالنبي ليس شبيها بعلي " وفيه إرسال ، فإن كان محفوظا فلعلها تواردت في ذلك مع أبي بكر أو تلقى ذلك أحدهما من الآخر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ليس شبيه بعلي ) قال ابن مالك كذا وقع برفع " شبيه " على أن ليس حرف عطف وهو مذهب كوفي ، قال : ويجوز أن يكون " شبيه " اسم ليس ، ويكون خبرها ضميرا متصلا حذف استغناء عن لفظه بنيته ، ونحوه قوله في خطبة يوم النحر " أليس ذو الحجة " وقال الطيبي في قوله : " بأبي شبيه بالنبي " يحتمل أن يكون التقدير هو مفدى بأبي شبيه فيكون خبرا بعد خبر أو أفديه بأبي وشبيه بالنبي خبر مبتدأ محذوف . وفيه إشعار بعلية الشبه للتفدية ، وفي قوله : " شبيه بالنبي " ما قد يعارض قول علي في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 122 ] " لم أر قبله ولا بعده مثله " أخرجه الترمذي في الشمائل ، والجواب أن يحمل المنفي على عموم الشبه والمثبت على معظمه ، والله أعلم . الحديث السادس




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية