محتارة بين الوظيفة أو البقاء مع أبي لرعايته، فأرشدوني

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تخرجت في الكلية منذ 4 سنوات، وقدمت على وظيفة، وهذه السنة توفيت والدتي، ومرض والدي فاضطررت لخدمته، رغم حاجتي للوظيفة معنويا، لكي أتغلب على ظروفي النفسية وعدم التفكير في الظروف.

حصلت على وظيفة، ومطلوب مني الحضور غدا للمقابلة الشخصية، وأنا محتارة بين رغبتي في الوظيفة بسبب طول فترة التخرج، وهي فرصة قد لا تأتي مرة أخرى، وحاجتي في الاختلاط بالناس لكي أملأ الفراغ في حياتي -بعد وفاة أمي رحمها الله- وبقائي في البيت عند أبي وخدمته.

علما أني مقصرة مع أبي، ولكن المشكلة عند ذهابي للعمل، فمن الذي يبقى معه في البيت إلى نهاية الدوام؟

أنا محتارة بين رغبتي في الوظيفة وواجبي تجاه والدي، فهل ذهابي للعمل يعتبر تقصيرا مني في حق أبي، وفيه شيء من العقوق؟

علما أن لدي أخوة وأخوات، ولكن الكل مشغول بحياته، ولا يأتون لزيارته باستمرار، أرجو الرد بسرعة، ومساعدتي في أخذ القرار، لأني لا أعرف ماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيرا، وجعله في موازين حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، وشكر الله لك سعيك وحرصك على برك بأبيك، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا سببا لأن يفتح عليك كل خير.

أما نصيحتنا لك فهي الموازنة بين حاجتك إلى العمل من عدمه، فإذا كنت محتاجة للعمل وكان هذا العمل منضبطا بالضوابط الشرعية، بمعنى أنه لا يتضمن محظورا محرما بأن كان مناسبا للمرأة وكنت تتمكنين فيه من المحافظة على حجابك وعدم الخلوة بالرجال ونحو ذلك من الضوابط -وهذا ظننا فيك- وكنت محتاجة إلى العمل لتنفقي على نفسك وليس ثم ما يكفيك للإنفاق على نفسك الآن ومستقبلا، فنصيحتنا لك -أيتها الكريمة- أن تقبلي العمل، وبإمكانك أن تسدي فراغ حاجة الوالد بأن توفري له من يخدمه خلال الساعات التي تعملين فيها، وهذا سهل -إن شاء الله- يسير، فيكون في جزء من الراتب، وبإمكانك أن تطلبي من إخوتك -وهذا واجب عليكم جميعا ليس عليك وحدك- أن يساعدوك في هذا الجانب، فتوفروا خادما للأب يخدمه هذه الساعات التي أنت خلالها منشغلة.

وبعد عودتك تقومين بمؤانسة للوالد والقيام بشؤونه وخدمته وإدخال السرور إلى قلبه، وينبغي لك أن تتلطفي به بالاعتذار إليه في تركه خلال ساعات العمل لحاجتك للإنفاق، ولا شك ولا ريب أن الأب إذا شعر أنك محتاجة إلى العمل فإنه لن يأخذ عليك شيئا وسيلتمس لك المعاذير.

أما إذا كنت في غنى عن هذه الوظيفة، قد أغناك الله سبحانه وتعالى بما يسره لأبيك من المال وكنت غنية بذلك عن الذهاب للوظائف، فهذا بلا شك ولا ريب خير لك، أعني البقاء مع الوالد والقيام بشؤونه وخدمته واستقرارك في بيتك، هذا خير لك بلا شك ولا ريب، وبإمكانك أن تقضي على العزلة بأن تستأذني من الأب لمدة ساعة أو نحو ذلك لزيارة بعض الأقارب والأرحام، وسيزول -بإذن الله تعالى- كل هذا.

وهذه وصية مبناها -أيتها الأخت- كما قدمنا على تحصيل أفضل وجوه البر بالأب والقيام بشؤونه، وإلا فإنه لا يلزمك وحدك القيام بهذا الدور، وإنما يلزم جميع الأبناء، فإن لم يقدروا على ذلك وكان يلزمهم أن يوفروا من يقوم بخدمته، لكن إذا كنت غنية عن العمل والوظيفة؛ فإن هذا العمل وهو القيام بخدمة الأب وتدبير شؤونه لا شك ولا ريب أنه من أجل القربات، وأفضل الأعمال التي تتقربين بها إلى الله سبحانه وتعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يقدر لك الخير حيث كان وييسره لك، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات