تردد وضعف في التركيز ورهبة عند الحديث...ما تفسير ذلك وعلاجه؟

0 424

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع المفيد أولا، ثم على تسهيل الاستشارات على من هو مثلي، لا يستطيع الذهاب إلى طبيب أو مختص ليجد المساعدة, جعل الله ذلك في موازين حسناتكم.

هناك أمور كثيرة أتعبتني بعضها سبب لي المشاكل، واختصارا للموضوع سأحاول أن أذكرها في نقاط:

- فكري دائما مشتت، ولا أستطيع التركيز على عملي.

- قلة الاستيعاب والنسيان حتى أصبح زوجي يظنه استهتارا وإهمالا لكثرة ما أنسى.

- كثرة السرحان والتفكير في مواقف لم تحدث، كأن أتخيل حدوث مشكلة كبيرة مع أهل زوجي.

-التردد الشديد، وعدم القدرة على اتخاذ قرار حتى في أتفه الأمور.

- أكره التواجد في مجلس مليء بالناس، ويصعب علي تكوين صداقات، وإن حدث ذلك، فإني لا أستطيع الحفاظ عليها.

- إذا أردت التحدث إلى شخص سواء وجها لوجه، أو بالهاتف أرتبك، وأفكر ماذا سأقول، وتتسارع ضربات قلبي، وأشعر أنه سيخرج من بين ضلوعي من شدة الارتباك.

- أجد صعوبة في توصيل فكرة معينة، أو وصف شيء إلى شخص ما، وكذلك صعوبة في إظهار مشاعري.

- قليلا ما أنجز عملا بدأته كرسم لوحة، أو قراءة كتاب، إلا بضغط من أحد.

- أحيانا أشعر بحزن، وإحباط في داخلي، وعدم الرضى عن نفسي.

- وأخيرا أحيانا أتمنى أن أبكي كي أرتاح لكني لا أستطيع، قد تخنقني العبرة لكن لا أبكي.

أرجو أن تتفضل بمساعدتي، فأنا أتمنى أن أجد حلا يخلصني، وتتغير حياتي إلى الأفضل.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أزهار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على الثقة في إسلام ويب، وحقيقة قمت بسرد أعراضك بصورة جميلة جدا، وأنا أيضا سوف أحاول أن أجيب على نقاطك بنقاط مقابلة.

النقطة الأولى: فكرك دائما مشتت، هذا يعني وجود القلق، قلة الاستيعاب والنسيان، هذا أيضا يعني وجود القلق، كثرة السرحان والتفكير في مواقف لم تحدث، هذا يعني القلق زائد التفكير السلبي.

التردد الشديد، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، هذا أيضا ناتج من القلق، أن تكره التواجد في مجلس مليء بالناس، هذا يعني أنه نوع من القلق الاجتماعي المصحوب بشيء من الرهاب.

التغيرات التي تحدث حين تتحدثين مع شخص وجها لوجه أو بالهاتف ويحدث لك ارتباك، هذا ناتج من قلق المخاوف.

الصعوبة في توصيل فكرة معينة، ناتج من التشويش والتشتت الذهني الذي سببه لك القلق.

عدم القدرة على مواصلة الأعمال وإنجازها، هذا من الإحباط الشديد الذي سببه القلق.

الشعور بالحزن والإحباط هو ناتج من عسر المزاج المصاحب للقلق.

تمني البكاء كي ترتاحي، ولكنك لا تستطيعين، هذا يعني احتقان المشاعر الذي سببه القلق.

إذن كل حالتك تدور حول القلق المصحوب بدرجة بسيطة جدا من قلق المخاوف الاجتماعية، وكل هذا أدى إلى ما نسميه بعسر المزاج وهو نوع من الاكتئاب الثانوي البسيط جدا.

خلاصة الحالة هي أنك تعانين من قلق نفسي يمكن أن نسميه بقلق المخاوف البسيط، والعلاج كالآتي:

أولا: إذا كانت هناك أسباب مقلقة لك حاولي أن تعالجي ذلك.

ثانيا: أرجو أن تكوني إيجابية في تفكيرك وتغيري نمط حياتك.

ثالثا: طبقي تمارين الاسترخاء ( 2136015 ) فهي مفيدة جدا.

رابعا: إدارة الوقت بصورة جيدة، وحسنة يجعل الإنسان أكثر قدرة على التركيز، والشعور بالإيجابية الداخلية.

خامسا: قراءة القرآن بتمعن وتدبر يحسن التركيز، ويزيل التشتت الذهني.

سادسا: أخذ قسط كاف من الراحة مهم جدا.

سابعا: الترويح عن النفس بما هو متاح ومباح.

ثامنا: النظرة المستقبلية الإيجابية.

تاسعا: أنت محتاجة لعلاج دوائي بسيط، وهنالك أدوية كثيرة جدا أفضلها العقار الذي يعرف تجاريا باسم (لسترال) أو (زولفت)، ويعرف علميا باسم (سيرترالين) والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة، ابدئي بنصف حبة، تناوليها ليلا بعد الأكل، واستمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – أي خمسين مليجراما – واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا من الأدوية الجيدة، الفاعلة، السليمة، التي تزيل قلق المخاوف وتحسن إن شاء الله تعالى من مزاجك، وسوف تجدي في هذا الدواء خيرا كثيرا.

أرجو أن تطبقي الإرشادات السابقة التي ذكرتها لك، وسوف تجدين أن صحتك النفسية قد تحسنت بصورة مطردة وإيجابية جدا.

وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات