السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
بعد قراءتي واستطلاعي لاضطراب الشخصية التجنبية أعتقد أنني مصاب به، فما السبيل للعلاج؟
لدي استفسار آخر: كيف أملك طلاقة اللسان بالنقاش؟ هناك شخصيات عندما تتحدث فهي تتحدث بشكل طلق وبدون تلعثم وأخطاء، فهل هناك تمارين معينة لذلك أم هي هبة من الله؟ وإذا كانت هناك طرق فما هي؟
والسلام ختام!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bik حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس كل ما يكتب عن الشخصيات وسماتها وصفاتها ومعايير التشخيص هو دقيق مائة بالمائة، ونحن دائما لا نفضل أبدا أن يشخص الناس أنفسهم بأنفسهم، فهذا ليس صحيحا، وهنالك ضوابط معينة لا يلم بها إلا المختص، خاصة حين يكون الحديث أو التشخيص حول الشخصية.
أنا لا أريد أبدا أن أحرمك من الاطلاع والمعرفة، لكني لا أريدك أبدا أن تشخص شخصيتك على أي نمط كان دون أن ترجع إلى المختص.
وعموما الشخصية التجنبية هي شخصية قلقة ليس أكثر من ذلك، شخصية تتميز بالقلق وتتميز بالاستعجال والحساسية وشيء من هذا القبيل، وهذه الأمور تعالج من خلال أن يدرك الإنسان عيوبه ويحاول أن يتجنبها، إذا كنت قلقا أسأل نفسي (لماذا أقلق فيما هو ليس ضروريا أو فيما هو ليس من المفترض أن أقلق حوله) وفي ذات الوقت أستفيد من القلق كطاقة إيجابية من أجل أن أكون ناجحا، أن أدير وقتي بصورة ممتازة، أن أكون متواصلا، أن أكون متسامحا، أن أزود نفسي بالمعرفة والعلم، وأن تكون دائما صحبتي مع الطبيبين والصالحين والعارفين، وأن أكون مفيدا لنفسي وللآخرين. هذه هي الحياة، وهذا هو سبيل النجاح.
حول سؤالك الثاني كيف تملك طلاقة اللسان بالنقاش؟ .. طلاقة اللسان لا شك أنها فيها جزء كبير جدا هبة من الله تعالى للإنسان، والجزء الآخر والمهم جدا هو أن يسعى الإنسان لأن يغير نفسه، وذلك من خلال اكتساب المعرفة. طلاقة اللسان لا يمكن أن تتأتى إلا من خلال المعرفة المتسعة وغزارة المعلومات، وأن يكون الإنسان مستمعا جيدا، هذا من أفضل التمارين، أن أستمع للآخرين، أن أطلع، أن أقرأ، وأن تنظم أفكارا، وأن تحضر حلقات النقاش، وأن تستمع أيضا إلى البرامج الحوارية والنقاشية.
ومن الواضح ومن المتفق عليه أن الإلمام بالقرآن الكريم والسنة وعلوم الحديث والتفسير وقصص القرآن، هذا يعطي الإنسان مجالا كبيرا جدا لأن يكون فصيح اللسان ومقتدرا ومفوها ومتمكنا، وأكرر مرة أخرى: حسن الاستماع من الوسائل الجيدة جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.