أيهما أفضل السيبرالكس أم البروزاك للقضاء على نوبات الخوف؟

0 668

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 23سنة، أود السؤال عن أيهما أفضل في القضاء على نوبات الخوف العنيفة، السيبرالكس أم البروزاك؟ علما بأنني استعملت بداية البروزاك، وشعرت بتحسن نوعا ما، ولكن الدكتور كتب لي السيبرالكس، واستفدت عليه كثيرا، وتحسنت بشكل ملحوظ - والحمد لله -، واستعملته لمدة سنة ثم تركته، ولكن أثناء استعماله وعند تركه كانت تصيبني نوبات من تسارع ضربات القلب، لدرجة أنني لا أستطيع القيام بأي عمل سوى أن أظل مستلقية، فهل هذا من الآثار الجانبية للدواء؟

والآن يسيطر علي الخوف من جديد، خوف من النزول إلى الشارع، أو حتى التواجد لوحدي في البيت، فماذا أفعل؟

أرجو الإفادة، بارك الله فيكم ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ heba n shath حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن علاج المخاوف أيا كان لا بد أن يكون كاملا، بمعنى أن الأدوية يجب أن تستصحب بمواجهة المخاوف وتحقيرها، وفعل ما هو ضدها، والمواجهة يمكن أن تكون مواجهة مباشرة - أي أن الإنسان يقتحم مصدر خوفه بكل قوة وثبات، وقد يواجه صعوبة في بداية الأمر، ولكن بعد ذلك يجد أن الأمور قد أصبحت أكثر سهولة، أو يمكن لهذه المواجهة أن تكون عن طريق ما يسمى بالتحسين التدريجي، ويعني هذا: أن يعرض الإنسان نفسه لمصادر خوفه بصورة وصفة تدريجية.

تمارين الاسترخاء أيضا تعتبر مهمة جدا، وفائدتها كبيرة لعلاج القلق والتوتر، ونوبات تسارع القلب المرتبطة بالخوف والرهاب.

بالنسبة لموضوع الأدوية: أنا دائما أرى أن الإنسان يجب أن يقوم ببعض الفحوصات الأساسية حتى وإن كنا على قناعة أن الحالة نفسية، ولكن يجب التأكد من نسبة الدم وقوته، ونسبة السكر في الدم، ونسبة هرمونات الغدة الدرقية – هذه مهمة جدا على وجه الخصوص، لأن كل هذه الحالات التي ذكرناها – وأقصد بذلك زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، أو فقر الدم – فهذه كلها قد تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، فمن المستحسن دائما أن تكون هنالك قاعدة فحصية جيدة ينطلق من خلالها الإنسان.

أما بالنسبة لسؤالك: أيهما أفضل في علاج نوبات الخوف السبرالكس أم البروزاك؟

حتى قبل ثلاث سنوات يعتبر السبرالكس هو الدواء الأساسي جدا لعلاج نوبات الهرع أو الهلع، ولكن خلال السنة الأخيرة أو السنتين الأخيرتين ظهرت مؤشرات تفيد أن معظم الأدوية التي تعرف باسم (مضادات استرجاع السيرتونين الانتقائية) تفيد في علاج المخاوف والقلق، والبروزاك منها، ولكن الشيء المؤكد أيضا أن جرعة البروزاك أيضا يجب أن تصل إلى كبسولتين أو ثلاث أو حتى أربع حبات في اليوم حتى يجني الإنسان فائدتها فائدة حقيقية، أما السبرالكس فجرعته تتراوح ما بين عشرة إلى عشرين مليجراما يوميا.

فأنا أعتقد أن السبرالكس هو الأفضل بالنسبة لحالتك، ويمكنك أن تتناولي الدواء على حسب القواعد العلمية المعروفة، وهي أن تبدئي بجرعة صغيرة (خمسة مليجراما) مثلا، لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها عشرة مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم اجعليها عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى عشرة مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم خمسة مليجراما كل ثلاثة أيام مرة واحدة لمدة شهر أيضا.

هذه الطريقة متدرجة جدا في التوقف عن الدواء، لأن السبرالكس أحد آثاره السلبية الجانبية هو: عند التوقف السريع منه، فقد يؤدي إلى دوخة، أو تسارع في ضربات القلب، أو شعور بالقلق، فأعتقد أن هذه الطريقة المتأنية والمتدرجة هي الأفضل للتعامل مع السبرالكس في مراحله العلاجية المختلفة، وأنت على وجه الخصوص لديك تجربة نوبات تسارع القلب، هذه قد تكون بالفعل مرتبطة بالدواء، أو أن الجرعة أصبحت أقل مما هو مطلوب.

عموما لو اتبعت المنهج الجديد - إن شاء الله تعالى – لن تواجهك مثل هذه الأعراض، ولو أن تستصحبي تناول الدواء بتطبيق تمارين الاسترخاء على الأقل، مع الحرص على المواجهة بشقيها، يمكن أن تكون المواجهة المباشرة والسريعة، أو المواجهة من خلال ما يعرف بالتحسين التدريجي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات