أخاف من القتال ومن المواجهة حتى لو كان صغيرا.. ماذا أفعل؟

0 673

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أخي الكريم:أنا أعاني من الخوف من القتال، وأشعر بالخوف بشكل كبير، وتحدث لي صدمة ورجفة في القدمين، ودقات قلبي سريعة، وعدم الوعي، مع أني مارست عدة رياضات لأتخلص من الخوف، منها الملاكمة، مع أن جسمي رياضي، وقوي البنية، ولكن هذه الحالة تحدث حتى لو كان الخصم صغيرا، مع أني أعلم أني أستطيع أن أواجهه، لكني لا أستطيع بسبب شدة الأعراض.

ذهبت لدكتور نفسي، ولكني لم أقتنع منه، وشخص المرض بأنه رهاب اجتماعي، مع العلم أني متكلم، وأعطاني دواء باسم (فيكسال اكس ار)، وأنا لم آخذه، مع العلم أني أخذته من قبل من وصفة لدكتور آخر، ووصف لي دواء مضاد اكتئاب، ولم أستفد.

مرضي دمر حياتي، وأعاني منه منذ أكثر من عشر سنين، وأسأل الله الشفاء من رب العالمين، علما أني أعيش بالسعودية منذ سنتين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الفاضل: الأهداف في الحياة يصل إليها الإنسان من خلال وسائل وآليات معينة يضعها متى ما كان هذا الهدف هدفا منطقيا ومعقولا، وسوف تسخر الآليات التي يستعملها الإنسان بصورة صحيحة من أجل أن يصل إلى هذا الهدف.

أخي: الآن أنت الآن لديك تخوف من القتال، ولا بد هنا أن نتوقف ونتسأل هل المقدرة على القتال في حد ذاتها تعتبر أمرا ساميا، أو هدفا عظيما؟ أخي تساؤلك كبير، أنا أحترم وجهة نظرك، وأقدرها تماما، لكن أقول لك بكل صدق ومصداقية أن الذي تخاف منه أصلا ليس هو من الأمور المطلوبة، أو يجب أن يكون له أسبقية في حياة الإنسان، نحن لا ندعوك إلى الجبن والتهاون، نحن أمة عظمية أمة القوة، أمة القدرة وأمة الجهاد، هذا كله جيد وممتاز، لا نشك فيه أبدا، ولكن نعتقد أنك حصرت تفكيرك، وهنا أقصد بالتفكير التفكير المعرفي والوجداني الداخلي، أي أنك وجهت مشاعرك الكلية نحو شيء واحد، وهو أن تكون قويا ومقاتلا، وتمارس الرياضات العنيفة، وأن يشار لك وسط زملائك، ومن هم من حولك بأنك مقتدر.

أعتقد أن هذه الصورة الذهنية كلفتك الكثير، وجعلتك تشعر بالفشل والإحباط، فيا أخي الكريم قلل هذه المشاعر، وقل لنفسك أنا أريد أن أصل إلى درجة معقولة من المقدرات الجسدية التي تؤهلني أن أكون قويا، أن أكون فعالا، وهذا يكفي تماما، أما أن تصمم مع نفسك داخليا، أو حتى على مستوى العقل الباطني أن تكون مقاتلا، فهذا أدى إلى نوع من الصدمات النفسية السلبية؛ لأن الهدف وبكل صدق وأمانة ليس هدفا ضروريا.

وأنا أرى أن هذا هو السبب الرئيسي في تخوفك من القتال، إذن حالتك لا تعالج من خلال الأدوية، لأنها أصلا ليست مرضا، كل الذي تحتاجه هو نوع من التوازن في حياتك، مارس رياضة معقولة، لا تعتمد فقط على الرياضة العنيفة من ملاكمة، وغيره، اجعل في حياتك أنشطة أخرى، العلم، التعلم، القراءة، والتواصل الاجتماعي الرصين، أن يكون لك عمل وتطور مهني، أن تنخرط في الجمعيات الخيرية والأنشطة الثقافية، وأن تكون مشاركا في شؤون أسرتك، وأن تكونا بارا بوالديك.

فيا أخي الكريم: لابد أن توزع طاقتك النفسية، وتجعلها أكثر عمومية، ولا تركزها فقط في موضوع القتال، أعتقد أن هذه هي الوسائل التي تعالجك.

أنت لست مريضا، هذه مجرد وجهة نظر خاصة بك جعلتك مغلقا حول نفسك، وأصبح كل تفكيرك النفسي والسلوكي والوجداني منحصرا فيها، ويعرف أن الاهتمام الشديد، والمطلق بشيء معين يؤدي إلى الفشل، لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، خاصة إذا كان هذا الأمر يجب أن لا يؤخذ أسبقية في حياتنا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات