بعد موت جارنا عانت أختي من الخوف الشديد والوساوس

0 212

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 30 سنة، ولي أخت عمرها الآن حوالي 27 سنة تقريبا، منذ حوالي 7 سنوات أو أكثر شعرت أختي بالخوف الشديد عندما توفي جارنا وبدأ أهله بالصراخ عليه في منتصف الليل، ومنذ ذلك الوقت وأختي تخاف من الموت ومن كل شيء، وتبدأ فجأة بالصراخ والبكاء، أتينا لها بالعديد من المشايخ لرقيتها ولم ينفع معها شيء، ثم أخذناها إلى أطباء نفسيين كثر، كذلك لم ينفع معها أي دواء، في النهاية الله وفقنا بطبيب نفسي ممتاز حيث وصف لها دواء zeldox 60 ملغ إلى جانب بعض المهدئات، نسيت اسم الدواء، والحمد لله تعالى بدأت أختي بالتعافي شيئا فشيئا، وبدأت تخرج من المنزل وتقيم علاقات صداقة كثيرة، وبدأت بالنزول إلى دار القرآن، وكذلك المواظبة على الصلاة بصورة صحيحة ومن دون انقطاع، والمشاركة مع جمعيات خيرية، وإلى ما ذلك من أمور تخدم المجتمع.

لما رأت نفسها أصبحت بحال جيدة جدا طلبت من حكيمها النفسي أن يخفف لها جرعة دواء الزلدوكس، فلم يمانع الطبيب أبدا وقام بتخفيف الدواء من 60 إلى 40 ثم إلى 20 ملغ.

منذ فترة حوالي 3 أسابيع وبعد تخفيف الجرعة شعرت أختي من جديد بالخوف، ومن أن الوسواس تملكها وأنها سوف تكفر وأنها سوف تعبد الشيطان وأنها سوف تصرخ وتمنع أحدا من الاقتراب منها، وأصبحت عصبية جدا، وبدأت مقتنعة أنها مصابة بمرض نادر جدا، ولا ترد على أحد من أفراد البيت ولا تقبل منه كلمة واحدة.

رجاء ساعدونا، فلقد أتعبت البيت جميعا، وأصبحت حالتي النفسية صعبة إذا خرجت من المنزل إلى العمل، عقلي دائما في أختي، ولا أستطيع القيام بعملي بشكل جيد.

بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لأختك الكريمة العافية والشفاء، ولنا جميعا، ونشكر لك اهتمامك بأمرها.

أخي الفاضل: بعض الناس تكون لديهم حالات نفسية لكنها في حالة خمول وكامنة، وحين يأتي حدثا حياتيا معينا تظهر هذه الأعراض على السطح، وهذا بالضبط ما حدث لأختك الكريمة.

وفاة الجار –عليه رحمة الله تعالى– والعويل والصراخ من أهله في منتصف الليل، هذا وضع بالفعل يؤدي إلى الاستثارة والخوف، وهذا كان حدثا حياتيا كبيرا جدا بالنسبة لأختك الفاضلة، وهذا جعل أعراضها النفسية تظهر على السطح وتكون واضحة جدا.

أخي الكريم: عقار (زلدوكس zeldox) والذي يعرف علميا باسم (زبراسيدون ZIPRASIDONE) هو من الأدوية المعروفة، ومن الأدوية التي تعطى في حالات نفسية معينة، وقطعا الأخ الطبيب الذي وصف لها هذا العلاج كان تقديره أنها في حاجة إليه في ذلك الوقت، وبفضل من الله تعالى أفادها الدواء كثيرا، وحين انتقل الطبيب إلى الجرعة الوقائية بدأت تأتيها بعض الأعراض مرة أخرى، والجديد في أعراضها ربما يكون في حالة الوسوسة التي تحدثت عنها، ولذا أرى أن مراجعتها للطبيب مهمة جدا، وإن شاء الله تعالى الأخ الطبيب سوف يعيد النظر في أدويتها وطريقة علاجها، ربما يرفع جرعة الزبراسيدون مرة أخرى، وربما يضيف لها أحد مضادات الوساوس مثل الـ (بروزاك Prozac) أو الـ (فافرين Faverin) مثلا أو الـ (زولفت Zoloft).

إن شاء الله تعالى الأمر في غاية البساطة، أرجو أن تراجع الطبيب، وأن تذهبوا إليه، وأريدك أيضا أن تجلس مع الطبيب لتعرف كل التفاصيل عن حالة أختك، من حيث التشخيص، من حيث طريقة التعامل معها، من حيث مآلات هذا المرض المستقبلية، هذا كله مهم جدا لأنه سوف يساعدك، وسوف يخفف عليك الضغط الذي تواجهه الآن.

أخي الكريم: أنت مأجور على ما تقوم به، فلا تيأس، ولا تتضجر، ولا تتضايق أبدا، وهذا نوع من الابتلاء وقع إليها، نسأل الله تعالى أن يرفعه عنها، وأنا أقول لك أنه بفضل من الله تعالى الطب النفسي الآن تقدم كثيرا جدا، وأصبحت توجد عدة طرق ووسائل علاجية جيدة وأدوية فاعلة جدا.

اذهب بها إلى الطبيب، ودعه يعيد تقييمها، وقطعا المتابعة سوف تكون مفيدة لها جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات