أبي عنيف وقاس.. ولا أعرف كيف أتصرف معه؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علمت منذ صغري أن الشكوى لغير الله مذلة، ولكن الله قال (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، أنا طالب في الصف الثاني الإعدادي، عمري 14 عاما، ومشكلتي هي مع والدي فهو عصبي للغاية، ولا أستطيع التكلم معه إلا لو فتح هو النقاش، وهو عنيف جدا، وربما عنفه وقسوته علي لا تعد شيئا أمام عنفه على إخوتي عندما كانوا صغارا فهو لا يقبل الأخطاء، ويريد أن أكون مثله تماما عندما أكبر لذلك يجبرني على حلاقة شعر رأسي كما يريد، وأرتدي الملابس التي يريدها، كما أنه يرى أنه الأكثر علما، ولا يفتخر بي إلا عندما أحضر له شهادة تقدير أو جائزة ( علما بأني من أنجب الطلاب في مدرستي، ومعروف بذلك) فيبتسم لي، ويكون لطيفا لخمس دقائق، ثم يعود كما كان، ويرفض أن يستمع إلى آراء أي شخص، ولا يرى إلا رأيه، وأحيانا يشاهد على التلفاز برنامج يقولون فيها إن العنف ليست طريقة للتربية، وهو يتجاهل كل ما يقولون، وكأنه شارد الذهن، وهو رافض لفكرة أن أذهب في الإجازات وألعب في الخارج منذ الطفولة، وعلى الرغم من أنه لا يملك شيئا ليفعله فهو لا يفكر أبدا بالحديث معي أو أي شيء، ولا يمكنني أن أرد على شتمه، لكي أدافع عن نفسي، أو أشرح موقفي أو أخبره كلمة "لا" وألا يستمر بشتمي، وربما قد يضربني أحيانا، وأنا أصبر وأقول إنه تربى بدون أب، وتشاجر مع أخوه الأكبر، وهو أنه يصلي ويصوم وسمعته حسنة جدا بين الناس، ولكن ما يفعله يسبب لي ضعف ثقتي بنفسي، وأشعر بألم شديد وحتى إخوتي وأمي لا يمكنهم تجنب غضبه ذاك أيضا.

آسف على الإطالة، وأرجو منكم المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل، ونشكر لك حسن العرض لهذه الاستشارة، وقد أسعدنا تواصلك مع الموقع، وأفرحنا هذا الفهم وحسن العرض للمشكلة، ونسأل الله أن يعينك على الصبر على هذا الوالد، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الوضع لا يخلو من الصعوبة، ولكن إذا كان الوالد عصبيا أو الوالدة عصبية فإن أقصر الطرق للتعامل معها هو تفادي الأمور التي تثير غضبه، والحمد لله الوالد يفرح بالأعمال الطيبة وبالأشياء الجيدة، ويفرح بنجاحك وبنتائجك ويعاملك خلافا لمعاملته للآخرين.

نحن حقيقة نطمع في أن يحسن المعاملة معك ومع غيرك من إخوانك ومن كافة أهل البيت، لكن حتى يحدث ذلك أرجو أن تجعلوا همكم إرضاء هذا الوالد، والاستماع لنصحه، وتنفيذ ما يريده، خاصة عندما يكون فيه طاعة لله تبارك وتعالى، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، ويعطيك القدرة على مناقشة الوالد، طالما أنت الأقرب إليه.

ونحب أن ننبه إلى أن النصح للوالد دائما ينبغي أن يكون بلطف وبمنتهى اللطف وبمنتهى الأدب، فإذا غضب الوالد علينا أن نتوقف عن النصح، وأرجو أن تعلم أنك مأجور على صبرك على الوالد، ومأجور على هذه المعاناة التي تواجهك في التعامل مع الوالد، ولكن كل ذلك لا يعني أنك تقصر، فاستمر على ما أنت عليه من التميز والخير، واحرص دائما على إرضاء الوالد، فإن في هذا ربح للدنيا وربح للآخرة.

ونتمنى أن يأت الوقت الذي تتغير فيه هذه الصورة، وواضح أن الكبار عانوا أكثر مما تعانيه، فمع كبر السن الوالد سيتغير، وسيكتسب المزيد من النضج في التربية، ويؤسفنا أن الوقت قد يكون فات، لكن طالما عندنا هذا الوعي وعندنا هذا النضج فأرجو أن تتحملوا الآثار السالبة، وتجتهدوا في تغييرها بلطف، وأهم طريق يعينكم على التعامل هو تفادي ما يغضب الوالد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمكم جميعا السداد والرشاد، وحبذا لو تواصل الوالد أو الوالدة معنا حتى يستمعوا النصح المباشر، الوالدة لها دور كبير، نتمنى أن تقوم به أيضا في النصح للوالد، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات