بعد وفاة أمي يريد أبي أن أسانده كي يتزوج، فما نصيحتكم؟

0 23

السؤال

والدي بعمر ٦٩ سنة، قرر أن يتزوج، وأمي متوفاة منذ ٣ سنوات، وهو طلب مني أن أكون معه في جميع مناسبات الزواج، وما بعد الزواج، وأنا نفسيا غير قادر، وأشعر أنه سيغضب إن عصيته، هل الموضوع هذا فيه حرية أو لا بد أن أطيعه في هذه الأمور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابننا الفاضل – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يرحم والدتك، وأن يرزقك بر والدك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

طاعة الوالد واجبة، ومطلبه شرعي، وحاجته إلى الزواج مستمرة مهما بلغ من العمر، ومن المصلحة أن تكون معه امرأة ترعاه، تقف إلى جواره، وتعينه على إكمال مشوار الحياة، فاحرص على أن تكون إلى جانبه، واجتهد في مساعدته، وتول الأمور المباحة والمتاحة التي يطلبها منك، واعلم أن هذا باب عظيم من أبواب البر فتحه الله تبارك وتعالى عليك، ولا تظهر له عدم رضاك، واعلم أن هذه حاجة فطرية ملحة، بل قد تزداد أحيانا في مثل هذا العمر مثل هذه الحاجة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

اجتهد دائما معه، ساعده في أن يحسن الاختيار، وساعده أيضا في أن تجدوا المرأة التي يمكن أن تكرمه وتقدر سنه وتسعى لخدمته، وتكون على وفاق معكم.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وما طلبه الوالد مطلب شرعي، ستؤجر عليه، ونذكرك بأن بر الوالدين طاعة، ربطها الله تبارك وتعالى بعبادته، دائما في القرآن: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} بعدها {وبالوالدين إحسانا} [الإسراء: 23]، {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} بعدها {وبالوالدين إحسانا} [النساء: 36]، حتى قال ابن عباس: (لا يقبل الله عبادة من لا يطيع والديه).

نحن عندما يكون الأمر شرعيا لا بد أن ننتصر على نفوسنا وأهوائنا، ونطيع ربنا تبارك وتعالى، فكن إلى جوار الوالد، واجتهد في إرضائه في الأمور المباحة، وكما قلنا: ساعده في أن يكون الاختيار صحيحا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يرحم والدتك وأمواتنا وأموات المسلمين، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، إنه على كل شيء قدير، ونسأل الله أن يرزقك بر الوالد، وهذا باب عظيم يوصلك إن شاء الله إلى بره، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات