زوجي كريم مع أهله وأهلي ويقصر في حقي أحيانًا، فما توجيهكم؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي يمر بضائقة مادية ومشاكل في عمله، ونحن مغتربون، ومع ذلك في يوم العيد قام بتحويل مبلغ لمعايدة أهله جميعا، وأمي وأخواتي، ولم ينقص عنهم شيء، كما قام بدفع ثمن أضحيته، ووكل والده في الموضوع، ثم حول مبلغ الأضحية له، لكنه تأخر علي بالعيدية، وعندما سألته: أين عيديتي؟ تجاهل السؤال أكثر من مرة، ثم بعدها قام بتحويل عيدية أقل، بحجة أنه لا يقدر أن يعطيني أكثر من ذلك في الوقت الراهن.

الموضوع ضايقني كثيرا؛ فهو لم يقصر مع أحد، وقد ذكرت أنه عايد أهلي، لذلك الموضوع ليس مقارنة بين أهله وبي، لكن الموقف نفسه جرحني أنه فعل ذلك معي.

كيف يمكنني التعبير عن هذا الشعور لزوجي بطريقة لا تجرحه، مع مراعاة الظروف المادية التي يمر بها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك اهتمامك وحرصك على السؤال، ونسأل الله أن يوسع على زوجك، وأن يجمع بينكما على الخير والسعادة، وأن يصلح الأحوال.

سعدنا بما قام به هذا الزوج تجاه أهلك وتجاه أهله، وهذا جانب يشكر عليه، وأنت أيضا أشرت إلى هذه الجوانب الإيجابية، وهذا يدل على معاني كبيرة في نفسه.

الإنسان أحيانا قد يضيق على نفسه ويتوسع مع الآخرين، ونحن لا نوافق على هذا، لكن أرجو أن تعلمي أن هذه عادة بعض أهل الكرم، يقصرون على أنفسهم وعلى أهلهم، ويتوسعون في الإنفاق على الوالدين أو أهل الزوجة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعوضكم خيرا.

ونحن نؤيد الفكرة التي لديك بأن الزوج ينبغي أن يكرم زوجته، ولو تواصل معنا لذكرناه بأن أفضل الدراهم هي الدراهم التي ينفقها الإنسان على أهله، فالزوجة حقها عظيم.

لكن طالما أن الأمر بالطريقة المذكورة، أرجو ألا يأخذ الحزن والأسى عندك أكبر من حجمه، ولا تحكمي على زوجك بموقف واحد، لكن لاحظي الظروف التي يعيش فيها وأنت تعلمينها؛ فقد يكون من الصعب عليه أن يعتذر لأهلك أو لأهله في هذه الظروف التي عندهم، لكن الإنسان يستطيع أن يعتذر لزوجته، والزوجة تستطيع أن تعتذر لزوجها في الأمور التي تعجز عنها، لأن ما بين الزوجين أكبر من الأموال.

ولا مانع من أن تعاتبيه بلطف، وتبيني له أثر هذا الموقف على نفسك، مع اصطحاب المعاني التي أشرنا إليها، وسعدنا أيضا أنك تناولت الموضوع بطريقة عامة، فأنت لم تقارني بين أهله وبين أهلك، لأنهم جميعا أهل لكم، وإن شاء الله سيكونون أجدادا، وأعماما وعمات، وأخوالا وخالات لأبنائكم، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.

وشكرا له أيضا على هذا الإيثار الذي قام به، وهو لم يفعل ذلك إلا لإحساسه بأنكما شيء واحد، ولثقته أنك ستتفهمين تصرفه، ونحن نتمنى في المرات القادمة أن يوازن في مثل هذه الأمور، فيقدم حاجتك ويوازن بين الإنفاق على الآخرين وبين حاجات بيته، ويساعد بما يستطيعه، ولا يقصر في نفقة أهله وبيته.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونعتقد أن ما بينكما أكبر من مثل هذه المواقف، ونسأل الله أن يعوضكم خيرا، وبشرى لكم بهذا الخير، فإن الذي يبذل يعوضه الله، {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}، فكيف إذا كان البذل من أجل أهلك ومن أجل أهل الزوج؟

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات