تغيرت معاملة زوجي معي بسبب سوء فهم بيننا، فكيف أتصالح معه؟

0 0

السؤال

كنت أنا وزوجي نعيش حياة طيبة، ولم تكن هناك أي مشاكل تذكر، وفجأة، طلب مني طلبا من طلبات العلاقة الزوجية، لكنني رفضته كنوع من المزاح والدلال، عندها أصر بشكل كبير، ثم صفعني على وجهي، ومن تلك اللحظة، تغير تماما، لم يعد كالسابق، بل بدأ يتعامل معي وكأني عدوته، يتحدث إلي بقسوة شديدة، ويعاملني بأسوأ طريقة، وعندما أحاول الاقتراب منه، يبعدني بعنف.

كنا قد خرجنا قبل ذلك في نزهة ترفيهية، وأنا أعلم أن هناك من قد يحسدنا، ومع ذلك نشرت صورنا، أشعر الآن أنه مصاب بالحسد، فتصرفاته لم تعد طبيعية.

أود أن أعرف كيف أحصن المنزل؟ وكيف أرقي نفسي وزوجي؟ وهل من الأفضل تشغيل سورة البقرة في البيت؟ وكيف يمكنني إصلاح الأمور معه؟ علما بأن الخلاف لم يكن بسبب طلبات زوجية أساسية أو شرعية، بل كان مجرد مداعبة بسيطة، ومع ذلك اتخذ ضدي موقفا صارما جدا، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يحنن قلوبكم ويسعدكم، ويرجع المحبة والود بينكم أكثر مما كان، فالابتلاءات والتقلبات من سنن الكون، فإذا كان الإيمان يزيد وينقص، فكيف بالود بين الزوجين، فاحذري أن تجعلي للشيطان مدخلا ليوسوس لك، ويشعرك أن هذه هي النهاية؛ لأن الحياة ستبقى هكذا مدا وجزرا، بل كوني صبورة متفائلة مؤمنة بأن الله أرحم من أن يرد عبدا رفع يديه بالدعاء.

واتخذي كل الأسباب والسبل، وتوكلي على الله واستعيني به، واجعلي زوجك هو مشروعك الأكبر، تحري رضاه على الدوام، وأصلحي من نفسك تجاهه كما يحب، واجتهدي في إشعاره أنك لن تستسلمي لهذا الوضع، بل ستبذلين كل الجهد لإرضائه وإسعاده وإرجاع المياه إلى مجاريها.

واختاري الوقت المناسب للحوار معه بهدوء، وأخبريه بما أخبرتنا، وبيني له نيتك بما حصل في تلك الليلة، وأنك لم تقصدي سوى الدلال، وأخبريه أنك تشكين في أنكما محسودين، فإن أنكر واستنكر فلا تكن ردة فعلك حادة، بل سايريه وغيري الموضوع.

وعلى كل حال سواء كان هناك حسد، أو لا، فعلى المسلم أن يحصن نفسه وأهله وبيته، ويلتزم بأذكار الصباح والمساء، ويرقي نفسه وبيته، ويقرأ سورة البقرة في البيت، فننصحك بالإكثار من ذلك ، وحصني زوجك، وإن كان ذلك يزعجه فلا تشعريه.

ومن المهم كذلك أن تراجعي نفسك، وتفكري في مجمل تصرفاتك وعيوبك، فإن لكل إنسان عيوبا، ولا أحد معصوم من الخطأ، فاجلسي مع نفسك، وراجعي أفعالك كل يوم، وحاول الاعتذار عن الأخطاء، وعدم تكرار ما يكدر صفوكما، ومن الممكن أن تفعلي أو تقولي شيئا ليس بخطأ، لكنه يخل بسعادتكم وصفوكم، فأكثري من الاعتذار، فإنه ماء الوضوء المعنوي، وابتعدي عن أي قول أو فعل يغضب زوجك، ولا يشترط أن ذلك القول أو الفعل خطأ في ذاته، بل لأنه في أسرتكم أصبح خطأ؛ من حيث كونه سلب السعادة منكما.

واعتبري أن أسرتك الصغيرة الآن في حال إعياء أو مرض، وتعاملي مع الوضع على هذا الأساس، فالمريض نكثر له من الراحة والغذاء المفيد، ونلين له، ونلبي له كل ما يرغب وزيادة، ونتحرى رضاه أكثر من الصحيح المعافى، ونعطه كل ما يتمنى قبل أن يتكلم، ولعل زوجك ينتظر منك ذلك وزيادة، وبغض النظر عن سبب غضبه، فهو يحتاج منك إلى زيادة في الدعاء، والتحصين، والدلال، والاهتمام، والود حتى يعود إلى عهده معك، ولا تقولي وأنا من يعوضني، ويفيض علي بالحنان! فأنت بذلك تطلبين رضى ربك قبل زوجك، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فسعادة المرأة الصالحة تستمد من سعادة زوجها عندما تكون هي مصدر سعادته.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات