السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ عشرين عامًا، ولديَّ ولدان، وأغلب الوقت كان زوجي يشتكي من كثرة المصاريف، وكنت أصدقه، فأخرج للعمل لمساعدته في الإنفاق، وقد أصبح يعتمد على ذلك، لكن عملي كان متقطعًا، ليس دائمًا ولا مستقرًّا، وعندما لا أعمل ونطلب منه مصاريف بسيطة، يكون رده أنه لا يملك المال، وأنه مديون، وأن الديون لا تنتهي أبدًا، وكنت أصدقه.
كما أنه لا يشتري لي أو للأولاد شيئًا إلا نادرًا، وبالطلب والإلحاح الشديد مني ومن الأولاد، وربما مرة كل شهر أو شهرين، ثم إمَّا أن نيأس، أو يلبِّي الطلبات بعد طول انتظار، وبعدها يمنّ علينا بأنه اشترى لنا، مع تأكيده المستمر أنه مديون.
حتى حدث أمر ذات مرة، وكان معه مبلغ كبير من المال، فطلبنا بعض الأشياء كنوع من التعويض لعدم توفر المال سابقًا، ومن بينها اتفقنا على أداء العمرة، لكنه ظل يؤجل التنفيذ بحجة أنه سيتاجر بهذا المال ليكون لنا دخل جيد، ثم بعد فترة أخبرنا أنه خسر المال كله في التجارة، ولم يبق منه شيء، وعدنا إلى نقطة الصفر: ديون، وعدم القدرة على تلبية احتياجاتنا، وللأسف لم نعد نصدقه.
أولادي أيضًا أصبحوا لا يتعاملون معه إلَّا قليلًا جدًّا، وإذا طلبوا شيئًا، يقول لهم: "اشتغلوا"، مع أنهم ما زالوا في المدارس، حتى إنهم بدؤوا لا يحبونه، وظهر ذلك في طريقة كلامهم معه.
وسؤالي: هل يجوز لي شرعًا طلب الطلاق، مع العلم أنني أيضًا أصبحت أنزعج من مجرد الحديث معه، أو سماع عباراته المعتادة بأنه لا يملك مالًا وأنه مديون طوال الوقت، ولا يلبي احتياجاتنا؟
فالزواج قائم على المودة والسكن والرحمة، وكذلك على المسؤولية والرعاية، وهذه المعاني أصبحت غائبة عن حياتنا.
ومع ذلك، لا أملك مكانًا آخر أذهب إليه، ولا عملًا حاليًا، ولا مالًا يكفي لتحمُّل المسؤولية التي قد تترتب على الطلاق، لكنني أعلم أن الله هو الرزاق، ولا أريد أن يكون استمرار حياتنا الزوجية لمجرد وجود بيت، بينما لا يوجد احترام من الأب لأولاده، ولا مشاعر مودة ورحمة بيننا.
أعتذر عن الإطالة.