زميلي يريد ترك عمله لأنه كان يغش في الامتحانات، فما توجيهكم؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زميل لي في العمل اقترف ذنبا في فترة دراسته، وهو أنه كان يغش كثيرا في الامتحانات، وهو خريج كلية الهندسة، ويعمل حاليا موظف استقبال في أحد المعامل، وهو يرى أنه لا يستحق هذه الوظيفة بسبب ما فعله في الماضي، ويشعر أن عليه أن يترك العمل تكفيرا عن ذلك الذنب، ويقول إن الله قد ابتلاه بهذا العمل ليختبره: هل سيتركه توبة وندما أم لا؟

مع العلم أنه يسابق في فعل الخيرات، ودائم الذكر لله، ويشهد له كل من حوله بصدق نيته وصفاء قلبه، وحرصه الشديد على تكفير ذنبه.

والسؤال هو:
- هل تركه لهذا العمل سيحقق له مراده من التوبة؟
- وهل ما ينتويه من ترك العمل يعد تصرفا صحيحا؟

خاصة أن الجميع يرى أنه يؤذي نفسه بهذا القرار، لأنه بذلك سيكون عاطلا عن العمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك بالموقع، كما نشكر لك حرصك على مصلحة زميلك وصديقك، وإعانته على الخير، ونسأل الله تعالى أن يثيبك على ذلك، وأن ينفع بك.

لا شك -أيها الحبيب- أن ما فعله زميلك من الغش في امتحاناته معصية، عليه أن يتوب منها، بأن يندم على فعله، ويعزم على عدم الرجوع إلى هذا السلوك في مستقبل حياته. وأما أن يترك عمله هذا الذي يشغله الآن، والذي ليس له علاقة بالمجال الذي درسه، فهذا ليس له علاقة بالتوبة، فننصحه بأن يستمر في عمله، وألا يعرض نفسه لأمور قد لا يطيق الصبر عليها، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى: لا ينبغي أن يكلف نفسه ما لم يكلفه الله تعالى به، فليس من شرط توبته أن يترك مصدر رزقه الذي يكتسب منه رزقه الحلال، وما يكفيه به على من يعولهم ويقوم بالإنفاق عليهم.

فعليه أن يتوب إلى الله تعالى بالندم على فعله المعصية تلك، ويعزم أنه لا يرجع إليها في مستقبل زمانه إن تمكن منها، ويكثر من الاستغفار، وينبغي أن يشتغل بما ينفعه حقا عند الله تعالى، وذلك أن يحاسب نفسه على أداء فرائض الله تعالى الواجبة عليه، وأن يجاهد نفسه لاجتناب ما حرم الله -سبحانه وتعالى- عليه؛ إذ لا كفارة لذنبه السابق إلا التوبة.

فإذا فعل ذلك، فإنه ماض في الطريق الصحيح، وسيكلل الله تعالى مجاهدته بالتوفيق والسداد والنجاح.

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأحواله.

مواد ذات صلة

الاستشارات