أميل إلى الانطواء وأشعر بالنفور من أمور عديدة في حياتي، فما العلاج؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أرغب في الذهاب إلى العمل، وأشعر بنفور من الصلاة، وضيق من أشياء كثيرة، فأحيانا أكون ملتزما في عملي، وأحيانا أخرى لا أرغب في الذهاب إطلاقا.

أعاني من خوف شديد من مواجهة الناس، وأرغب دائما في البقاء وحدي، وأقوم أحيانا بممارسة العادة السرية، ثم أندم بعدها.

أشعر بنفور من زوجتي، وأتمنى أن أكون إنسانا طبيعيا، فأنا أعاني دائما من أفكار تدور حول الخوف من مواجهة الآخرين، وأشعر بالحرج من الذهاب إلى الطبيب النفسي، أو طلب المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي الفاضل: الدافعية تتحسن عند الإنسان من خلال أن يعطي الأشياء المهمة أهميتها في الحياة، والأشياء الأقل أهمية يمكن أن يتراخى في تنفيذها، أو يؤجلها مثلا، لكن ما هو مهم يجب ألا يؤجل أبدا، ولا يمكن للإنسان أن يساوي بين ما هو مهم، وبين ما هو ليس بالأهمية مثلا.

موضوع أنك لا ترغب في الذهاب إلى العمل، ولديك نفور من أداء الصلاة: الصلاة -يا أخي- لا بد أن تستشعر أهميتها، فهي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؛ فإن صلحت، صلح سائر عمله، وإن فسدت، فسد سائر عمله، لذا عظم أمر الصلاة في قلبك، وتجاوز كل المشاعر والأفكار الأخرى.

وحين تصل إلى قناعة راسخة بأنك مهما كانت أفكارك سلبية، ومهما كنت تشعر بالضيق، لن تترك الصلاة، فاعلم أن الصلاة ستكون لك باب فرج حقيقي، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لسيدنا بلال: "أرحنا بها يا بلال".

فأرجو أن تضع كل شيء في مقامه وفي مكانه الصحيح.

بعد ذلك يجب أن تكون لديك رغبة في العمل؛ العمل هو باب الخير لك، وباب الرزق، وقيمة الرجل تكون من خلال العمل، فإذا: استشعار ما هو مهم لا بد أن يحسن من دافعيتك.

ثم بعد ذلك يجب محاسبة النفس على السلوكيات الخاطئة؛ لا يمكن أن نترك للنفس وللشهوات العنان لكي تتلاعب بنا، كيف تمارس العادة السرية وأنت رجل متزوج؟ هذا لا يمكن -يا أخي الكريم-، لا يعقل أن تجمع بين الخير والشر في بوتقة واحدة، ولا بد أن يحدث نفور منك لزوجتك؛ لأنك تمارس العادة السرية، والعادة السرية غالبا مرتبطة بخيالات جنسية مريضة، سلط نفسك اللوامة عليك حتى تنقذك من نفسك الأمارة بالسوء.

الأمر الآخر: يجب أن تدرك أنك -والحمد لله- في سن هي سن الإنتاج، والمعرفة، والنضج، ويجب أن تحسن إدارة وقتك، وأن تنام مبكرا، وأن تمارس الرياضة، وخاصة رياضة المشي، كما ينبغي أن تحرص على التواصل مع الصالحين من الناس، وأن تؤدي كل واجب اجتماعي.

فعلى سبيل المثال، إذا دعيت إلى عرس، فكن من أوائل من يلبون الدعوة، وإذا كانت هناك جنازة، فاحرص على أن تمشي فيها، وقدم واجب العزاء لأهل الميت.

الإنسان إذا استشعر أهمية هذه الأمور، وأجبر نفسه عليها، ودفعها دفعا إيجابيا، فإنه يتغير تدريجيا، وهذا هو ما نريده منك -أيها الفاضل-.

وأبشرك بأنني سأصف لك دواء بسيطا جدا –بإذن الله– سيحسن من مزاجك، ويعزز لديك الدافعية، لكنني فضلت أن أبدأ أولا بهذه الإرشادات السلوكية، وأختم بها حديثي، بالرغم من أهمية الدواء.

فأنت إذا حين تبدأ الدواء، وتطبق ما ذكرته لك، -بحول الله وقوته- سوف تجد أنك فعلا قد تغيرت كثيرا، وأصبحت رجلا إيجابيا مرتاحا، تعيش الحياة بكل قوة وإيجابية وفرحة.

الدواء الذي أريد أن تتناوله يعرف باسم سيبرالكس (Cipralex)، هذا هو اسمه التجاري، وربما تجده في مصر تحت مسميات تجارية أخرى، واسمه العلمي هو إيسيتالوبرام (Escitalopram).

تبدأ في تناوله بجرعة 5 ملغ، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 ملغ، تواصل على هذه الجرعة الصغيرة لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة 10 ملغ يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها 20 ملغ يوميا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى 10 ملغ يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم 5 ملغ يوميا لمدة شهر، ثم 5 ملغ يوما بعد يوم لمدة شهر أيضا، ثم توقف عن الدواء.

هذا دواء رائع، وفاعل، وسليم، وغير إدماني، نسأل الله أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا>

ولمزيد من الفائدة راجع هذه الروابط: (55265 - 2133618).

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات