السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عانيت في البداية من الرسوب والديون، وقد أثر ذلك على نفسيتي، فتعرضت لنوبة هلع، ثم للقلق المرضي، وأصبحت أخاف من الصلاة في المسجد، وأخاف من الموت.
ذهبت إلى الطبيب، فوصف لي دواء (بروزاك) بجرعة 20 ملغ لمدة عشرة أيام، ثم رفع الجرعة إلى 40 ملغ، وقد مضى على بداية العلاج نحو ثلاثة أسابيع، وقد شعرت بتحسن، لكن ما زلت مترددا في الذهاب إلى المسجد.
أحيانا يدق قلبي بسرعة في المواقف التي كنت أخاف منها، وأكره الخروج في فترة العصر، لأنني أشعر بارتخاء في العضلات وخوف من الموت.
أرجو منكم أن تفيدوني بشرح حالتي، وماذا أعمل؟
والله ولي التوفيق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب.
الحالة التي لديك هي نوع من الخوف أو الهلع الاجتماعي، من الدرجة البسيطة، والمطلوب منك هو أن تعالج نفسك سلوكيا، والدواء الذي تتناوله الـ (فلوكسيتين = Fluoxetine)، دواء ممتاز ونقي، وليس له آثار جانبية، وفي ذات الوقت لا يؤدي إلى زيادة في الوزن.
أنت محتاج أن تستمر على جرعة (بروزاك = Prozac) وهي (40 ملغ)، وهو علاج مفيد، وإن لم يكن هو العلاج المثالي؛ حيث إن العلاج المثالي هو الدواء المعروف تجاريا باسم (زولفت = Zoloft) ويسمى علميا (سيرترالين = Sertraline)، لكن البروزاك أيضا نعتبره دواء جيدا ومفيدا، حسب ما هو مثبت في المراجع، وأفضل من بقية الأدوية الأخرى.
فيا أخي الكريم: انتظم على الدواء، ومن ناحية المواجهات: يجب أن يكون لديك برامج يومية، تواجه من خلالها، وطبعا أفضل مواجهة هي: أن تحرص على الصلوات في المسجد، لا تخف أبدا، يمكنك مثلا أن تبدأ من الصفوف الخلفية، ثم بعد ذلك تتنقل تدريجيا إلى أن تصل الصف الأول، ابدأ بالميامن، ثم حاول أن تتوسط الصف.
وأريدك كذلك أن تدخل نفسك في خيال بعد انقضاء الصلاة، وهذا الخيال نسميه "التعرض في الخيال"، وهو أن تتصور نفسك أنك صليت بالناس، والخطوات التي اتبعتها، وتفاعلك الوجداني والنفسي في تلك الفترات، كيف كان؟ وهكذا، هذا يؤدي إلى نوع من التعريض النفسي الإيجابي.
أيها الفاضل الكريم: يجب أن تمارس تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم إرخاؤها، هذه التمارين ذات فائدة عظيمة جدا، فأرجو أن تلتزم بها، وأن تطبقها.
بصفة عامة: حاول أن تطور كفاءتك النفسية، لأن ذلك يفيد حتى في الأمراض التخصصية مثل الرهاب الاجتماعي، فالإنسان الذي يحمل كفاءة اجتماعية، تجده دائما يشارك الناس في مناسباتهم، يشارك في أفراحهم وأتراحهم، وهذه المشاركات نحن نعتبرها ذات قيمة وفائدة علاجية كبيرة جدا.
كما ذكرت لك، أنا أرى أن حالتك -إن شاء الله- ليست صعبة أبدا، واجتهد في دراستك، وأحسن توزيع وقتك، ولا بد أن يكون لديك آمال وطموحات، أي الكليات التي تريد أن تلتحق بها، وتضع بعد ذلك الآليات التي يجب أن تتبعها لتحقيق أهدافك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.