قلة في النوم مع قلق وثقل في الرأس.. ما تفسير ذلك وعلاجه؟

0 4

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من قلة النوم، ولو نمت فإن نومي يكون قلقا، مع ثقل في الرأس من الخلف، وشعور بعدم التوازن، وعندما أستيقظ أشعر وكأني لم أنم، فنومي ليس عميقا، وغير مريح، مع شعور بالتعب، ومزاج متقلب ومتوتر جدا، فمرة نمت في الساعة 11، واستيقظت في 4 فجرا، فهل هذا طبيعي؟

وقد أصبحت أشرب الحليب الدافئ قبل أن أنام، ولكن بدون فائدة، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه في مثل عمرك يفترض أن يكون النوم نوما مستقرا وعميقا؛ لأن الإنسان الذي لا ينام نوما صحيحا، ويشعر بالإجهاد، وربما بضعف في التركيز.
أنا أعتقد أن لديك مشاكل في الصحة النومية ناتجة من عدم اتباع المنهج الصحيح للنوم، والسبب الآخر هو وجود هذا القلق البسيط، وتقلب المزاج، وكذلك التوتر.

الحلول سهلة -بإذن الله-:

أولا: عليك بأذكار النوم، وما ورد في السنة المطهرة لا بد أن يكون في جدول أسبقياتنا في كل حياتنا، وأقول لك دون مبالغة حتى على النطاق الشخصي: إذا أنساني الشيطان مرة أذكار النوم فإن نومي يكون مضطربا، فأرجو أن تكوني حريصة جدا على أذكار النوم.

ثانيا: في مثل عمرك لا ينصح مطلقا بالنوم النهاري؛ فأنت حين تنامين الظهر فمن المنطق والطبيعي أن لا تنامي ليلا بصورة صحيحة؛ لأن الساعة البيولوجية لديك مهيأة على النوم الليلي، وهذه حكمة إلهية عظيمة، فالليل جعل لباسا، والنوم جعل سباتا، من أجل ذلك كان الليل هو أفضل أوقات النوم، لذا أرجو أن لا تنامي نهارا أبدا، وفي أوروبا من ينام في عمرك نهارا يعتبر مريضا.

عليك بالنوم الليلي؛ فهو النوم الصحيح، وإذا نمت نهارا فهذا سوف يؤدي إلى اضطراب في نومك.

ثالثا: أرجو أن تذهبي إلى الفراش ليلا في وقت محدد، مثلا الساعة العاشرة أو الحادية عشرة، يجب أن تكوني في حالة استرخاء وهدوء في الفراش، وتقرئي أذكار النوم -كما ذكرنا لك-، ويا حبذا لو قرأت شيئا من القرآن صفحة أو صفحتين منه، وهذا -إن شاء الله- سوف يؤدي إلى ترويض، وتعويد، وترتيب ما نسميه بالساعة البيولوجية لديك، وهذه الساعة البيولوجية هي منظومة من مواد كيميائية، وفسيولوجية، وتحركات عصبية كهربائية في دماغ الإنسان، ودافع نفسي، جميعها هي التي تؤدي إلى ترتيب النوم بصورة صحيحة، فأرجو أن تثبتي وقت النوم.

رابعا: لا تتناولي الشاي والقهوة مطلقا بعد الساعة السادسة مساء، وغيرها من المشروبات التي بها مادة الكافيين، وعليك بشراب الحليب الدافئ فهو جيد.

خامسا: ممارسة الرياضة في أثناء النهار، مثل: رياضة القفز بالحبل لدى الفتيات، أو أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، هذا -إن شاء الله- سوف يفيدك كثيرا.

أنا لا أميل كثيرا لإعطاء الأدوية لمثل هذه الحالات البسيطة، ولكن بما أن لديك شيء من القلق والتوتر، واضطراب المزاج، فلا مانع من أن تتناولي دواء متوفرا في بلدك، وغير مكلف ماديا، يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival)، أرجو أن تتناوليه ليلا قبل ساعتين من النوم، لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.

أنا لم أصف لك الموتيفال كمنوم، ولكن كمزيل للقلق والتوتر، ويعرف أنه يؤدي إلى الاسترخاء، وسوف يحسن هذا من نومك كثيرا.

أرجو أن تجتهدي في دراستك، وأن تضعي أهدافا مستقبلية، أسأل الله تعالى أن يكتب لك النجاح والتوفيق والسداد، وركزي على الدراسة كما ذكرت لك، ووزعي وقتك بصورة صحيحة، وطوري من مهاراتك الاجتماعية، وعليك بذكر الله، والصلاة، فهي معينات لنا في الدنيا والآخرة، وأشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات