السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي بدأت منذ سنة تقريبا؛ وذلك عندما أصابني الدوار ووقعت، ومن بعدها أفكر وأخاف من شيء اسمه دوخة، وعندما أفكر في ذلك يصيبني غثيان، وآلام في البطن، ودوار لعدة دقائق، ثم يزول، ويعاود في اليوم مرتين، وعندما أريد الخروج تزيد الأعراض، فهل هي نوبة فزع أو هرع؟
أنا إنسان أخاف من كل شيء، وعندما أتتني الحالة صرت كل يوم أذهب إلى دكتور، وأجريت تحليل الدم، وكان كل شيء سليما، مع الجرثومة، وبعدها أجريت تحليل البراز، وكان سليما أيضا، ولكن بالي مشغول؛ فكيف أعرف إذا كان عندي القولون العصبي؟ فأنا شخص عصبي ومزاجي في نفس الوقت.
والله صرت كثير التردد على الأطباء، وصرت عندما يتصل أحد بي ويقول: سنذهب إلى مدينة أخرى، تأتيني الحالة، وأشعر بالخوف، وآلام في الصدر، وعندما تصيبني الحالة ألعب مع بنت أختي الصغيرة، فأشعر بأن الأعراض تخف.
والله لقد تعبت، فكيف أتخلص من هذه الحالة، وأعيش حياتي طبيعيا؟
فقد أصبحت قلقا، ووسواسيا، وعندما أركب السيارة أشعر بغثيان ودوار بسيط، وتنتابني هذه الأعراض أثناء التجمعات أحيانا.
كما أنني أشعر بألم في عظمة الصدر من اليسار، وعندما ذهبت للدكتور وفحصني أخبرني بأني سليم، فهل ما أعاني منه بسبب القلق والحالة النفسية؟ لأني في بعض الأحيان أفكر في ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن كل الذي تعاني منه هي حالة نفسية بسيطة تسمى بقلق المخاوف، ويظهر أن المخاوف التي تنتابك تأتيك في بعض المواقف الاجتماعية، وهذه تسمى بقلق الساحة، أو برهاب الساحة، أي الأماكن المزدحمة أو المنفتحة.
وأعراض القولون العصبي الذي تعاني منه هو جزء من القلق النفسي الذي تعاني منه، وليس أكثر من ذلك.
أما بالنسبة لما تحسه من ألم في عظمة الصدر من اليسار: فهذا الألم من الواضح أنه ناتج من انقباضات عضلية، وهذه الانقباضات العضلية ناتجة من القلق النفسي؛ حيث إن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثر هي عضلات الصدر.
إذا الأمر كله ناتج من القلق، وقلق المخاوف كما ذكرنا لك، فأرجو أن تتفهم حالتك، وهي حالة بسيطة جدا، بالرغم مما تسببه لك من إزعاج.
حالة الدوخة التي أصبت بها قد تكون أيضا مرتبطة بالقلق؛ لأن القلق يؤدي إلى الدوخة، ويؤدي إلى فقدان التوازن، ولكن ربما تكون هناك أسباب أخرى: كالتهابات الأذن الداخلية مثلا، أو انخفاض ظرفي في ضغط الدم، أو شيء من هذا القبيل.
عموما أنا أرى أنها حالة نفسية؛ لأن الغثيان، وآلام البطن مرتبطة دائما بالدوخة القلقية، والمخاوف.
أعتقد أن تفهمك للحالة يعتبر ضروريا، وذلك سوف يساعدك كثيرا، ومن هنا أطلب منك أولا أن لا تتردد كثيرا على الأطباء، وأن تكون أكثر ثقة بنفسك، وأن تحقر فكرة القلق، وتقول لنفسك: (لماذا أقلق؟ هذه كلها أعراض يجب أن لا تشغلني، ويجب أن أهتم بما هو أهم وأنفع في هذه الحياة).
والجانب الآخر في العلاج هو علاج مهم، وهو العلاج الدوائي، وهذه الحالات تستجيب للأدوية الحديثة استجابة جيدة، ومن أفضل الأدوية التي نصفها دواء يعرف تجاريا باسم: (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم: (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تتحصل عليه وتتناوله بجرعة خمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام–، استمر على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، ويفضل تناولها ليلا، وبعد الأكل، وبعد انقضاء العشرة أيام ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها بصورة مستمرة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسة مليجرامات ليلا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول السبرالكس.
بجانب السبرالكس يوجد دواء آخر أود منك أن تتناوله، وهذا الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجراما) في الصباح، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية السليمة، وأنا على ثقة كاملة أنه سيكون مفيدا لك -بإذن الله تعالى-.
أريدك أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تعمل دائما ضد مخاوفك، وذلك باقتحامها، وبناء ثقة جديدة في نفسك، وبناء صورة إيجابية عن ذاتك، وحاول أن تتواصل مع أقرانك، وإخوانك، وأصدقائك.
ممارسة الرياضة الجماعية، مثل: كرة القدم مفيدة، والانخراط في الأنشطة الثقافية الاجتماعية أيضا يفيد الإنسان كثيرا، والانضمام لحلقات التلاوة، وحضور الدروس يقوي الإنسان من الناحية المهاراتية الاجتماعية، فأرجو أن تكون حريصا على كل ذلك، وبما أنك طالب، وفي مرحلة مهمة جدا من مراحل الحياة، فيجب أن توجه كل طاقاتك النفسية والجسدية نحو الدراسة، والتركيز في هذا الأمر، وهذا يتأتى بالصبر، والمثابرة، وتنظيم الوقت بصورة صحيحة، وأن يكون لك هدف في حياتك، وهذا الهدف يجب أن يكون هو التميز والتفوق الأكاديمي، نسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.