حكم الأعمال الصالحة التي يعملها آكل الربا

0 228

السؤال

لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.أعلم سيدى الفاضل أن اللعنة هى طرد من رحمة الله، فهل إذا أخذ الفرد قرضا من أحد البنوك لا تقبل صلاته أو صيامه أو صدقاته ما دام مطرودا من رحمة الله؟ وهل هذا الحديث صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالربا من أكبر الكبائر، بل هو من السبع الموبقات، وهو حرب لله ، وصاحبه متوعد باللعنة، كما في الحديث الصحيح، الذي رواه مسلم عن جابر قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. وراجع الفتوى رقم: 107397.

ولكن أكل الربا لا يخرج صاحبه من الملة فهو مسلم، وبالتالي فأعماله مقبولة إن شاء الله ما دامت خالصة وموافقة للشرع، وراجع الفتوى رقم: 35296.

ولا علاقة بين صحة الصلاة وارتكاب الربا كما موضح في الفتوى رقم: 48272.

وليس معنى هذا التهوين من شأن الربا، فإن أعمال العبد توزن يوم القيامة، ويكون مصيره بحسب ثقل إحدى كفتي الميزان، كما قال تعالى: والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون {الأعراف:8، 9} وقال سبحانه: فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون  {المؤمنون:102، 103} وقال تبارك وتعالى: فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازينه * فأمه هاوية * وما أدراك ما هيه* نار حامية  {القارعة: 6ـ 11}

فيحذر العبد أن يضيع على نفسه جزاء من عمله الصالح باقتراف ذنوب تثقل كفة سيئاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات