الفتح على الإمام بوساطة الجوال مما لا ينبغي

0 239

السؤال

ليس في المسجد القريب من بيتنا إمام راتب؛ لأنه مسجد صغير جدا, وفي كل صلاة يتم اختيار أحد المصلين ليكون إماما؛ وبالتالي فإن 6 أو 7 منهم يتناوبون على الإمامة حسب وجود أي منهم وقت كل صلاة, وأحد هؤلاء - رجل كبير في العقد السابع من العمر- يحفظ كثيرا من القران - وحسب إفادته فإنه يحفظ نصف القرآن - لذلك يقدمه الجميع على غيره في الإمامة, وقد لاحظت أن هذا الإمام بالذات لديه العديد من الإشكالات:
1- يخطئ في تشكيل الحروف بشكل مستمر, فلا تكاد تمر ركعة جهرية إلا وتصبح الضمة فتحة, والفتحة سكونا, ويختفي التنوين وهكذا, وأخطر هذه الأخطاء كانت قراءته لقوله تعالى: "وقرانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث" بتشديد الراء في كلمة "فرقناه" فأصبحت بمعنى آخر.
2- كثيرا ما يخطئ في الكلمات نفسها فيحذف كلمات, أو يغيرها بأخرى, أو يحذف آية, أو ينسى جزءا منها.
3- بالرغم من الأخطاء السابقة فإنه يطيل القراءة في صلاتي العشاء والفجر, ورأيي أنه يجب عليه الاقتصار على السور القصيرة التي يجيدها إجادة تامة إذا كان حفظه بهذه الصورة, فما رأيكم لو قمت باستعمال القرآن الكريم المركب على الهاتف النقال الخاص بي, وذلك على النحو التالي: عند بدء الإمام التلاوة بعد الفاتحة يتم إدخال أول كلمتين أو ثلاث في خانة البحث في الجوال فتظهر لي الآيات المطلوبة, وفي هذه الطريقة انشغال عن الصلاة لبضع ثوان, وأحيانا يطول البحث لبعض الوقت حسب الآيات المدخلة, ومدى تكرارها في القرآن, مع أن هذا الانشغال ليس عبثا, فهل يجوز عمل ذلك؟ أو ما هو الحل لهذه المشكلة - كون هذا الامام هو أفضل الموجودين, وبقية المأمومين لا يكادون يحفظون سورا من القرآن بعدد أصابع اليد الواحدة, ناهيك عن عدم خبرتهم في الإمامة -؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي أن تقدموا للإمامة من يتقن القراءة, وإن كان أقل حفظا ممن يلحن في القراءة ويخطئ فيها, كما سبق في الفتوى: 66966، وعليكم بمناصحة هذا الإمام بأن يقرأ من السور التي يتقنها، وأن يراجع ما يريد قراءته قبل أن يصلي، مع العلم أن اللحن في غير الفاتحة لا يبطل الصلاة عند عامة العلماء، ولو كان مغيرا للمعنى، كما بيناه في الفتوى: 13127

والفتح على الإمام - في غير الفاتحة - ليس بواجب، إلا أن يكون الخطأ مفسدا للمعنى، كما بيناه في الفتوى: 59945.

وعليه: فلا ينبغي استعمال جهاز الجوال بالطريقة التي ذكرتها للفتح على الإمام؛ لما في ذلك من الانشغال عن الصلاة ومنافاة الخشوع، ولما فيه من الحركة، والصلاة تبطل بالحركة الكثيرة المتوالية لغير حاجة، كما بيناه في الفتاوى: 41589 59312 121351

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة