أخشى من الوقوع في الحرام ووالدتي ترفض تزويجي إلى أن يتحسن دخلي

0 231

السؤال

أنا شاب عمري 26 سنة أعمل معلما في الأرياف, ودخلي بسيط لا يسمح لي بالزواج الذي أصبح غاليا جدا, ويتطلب الكثير من المال، وزيادة في التعقيد، فوالدتي ترفض تزويجي إلى أن أنتقل من الأرياف ويتحسن دخلي، وذلك بعيد المنال، وأعاني من كبت جنسي, ولا أحب الحرام لأنني أخاف الله عز وجل، وقد كنت أمارس العادة السرية، ومؤخرا لم أكن راضيا عن نفسي، فقررت الإقلاع, والصيام الدائم, وممارسة تمارين رياضية شاقة، لكن ذلك لا يجدي نفعا، إذ إن لي طاقة جنسية كبيرة جدا، فما الحل؟ فأنا أخاف عدم القدرة على الصبر وارتكاب خطأ فادح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تخشى على نفسك الوقوع في الحرام، فالواجب عليك المبادرة بالزواج إذا كنت قادرا عليه، ولا تجوز لك طاعة أمك في تأخيره حينئذ، قال البهوتي الحنبلي - رحمه الله -: ويجب النكاح بنذر, وعلى من يخاف بتركه زنا وقدر على نكاح حرة, ولو كان خوفه ذلك ظنا, من رجل وامرأة؛ لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصرفها عن الحرام, وطريقه النكاح.

وقال ابن قدامة  - رحمه الله -: وظاهر كلام أحمد أنه لا فرق بين القادر على الإنفاق والعاجز عنه، وقال: ينبغي للرجل أن يتزوج، فإن كان عنده ما ينفق أنفق وإن لم يكن عنده صبر ولو تزوج بشر كان قد تم أمره، واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح وما عنده شيء, ويمسي وما عنده شيء، وإن النبي صلى الله عليه وسلم زوج رجلا لم يقدر إلا على خاتم حديد، ولا وجد إلا إزاره ولم يكن له رداء، أخرجه البخاري، قال أحمد في رجل قليل الكسب يضعف قلبه عن العيال: الله يرزقهم، التزويج أحصن له، ربما أتى عليه وقت لا يملك قلبه فيه، وهذا في حق من يمكنه التزويج، فأما من لا يمكنه فقد قال الله تعالى: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله.

وإلى أن يتيسر لك الزواج فعليك بالصبر والاستعفاف، ولا يجوز لك الاستمناء، فهو عادة منكرة محرمة، وقد سبق بيان تحريمه, وبيان الوسائل المعينة على التخلص منه في العديد من الفتاوى، كما في الفتويين رقم: 5524، ورقم: 7170.

ولمزيد الفائدة عن بعض الوسائل غير الصوم التي تعين على التغلب على الشهوة، ونوصيك بمراجعة الفتويين رقم: 36423، ورقم: 23231.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة