الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من المجاهرة بفعل العادة السرية

السؤال

لي أخ أصغر مني بسنتين، يقوم بالعادة السرية أمامي أنا ووالدته، وحين تتحدث أمي له يقول لها بأنها السبب، لأنها لم تزوجه، وهي مشكورة تقوم بالعمل لمساعدتي في مصروف المنزل، وأنا أعمل، وأعيل المنزل، وهو لا يصرف، بحجة أنه يقوم بتجهيز نفسه، ونحن لا نقدم له المساعدة المادية، لأن وضعنا المادي لا يسمح بذلك.... ويسب كثيرا، ويتلفظ لي بألفاظ غير لائقة، وقد تحملته أربع سنوات، ولكنني لا أستطيع التحمل أكثر، فهل يجوز لي الابتعاد عن أذاه، ومغادرة المنزل، وأستقل عنهم، رغم أنه يحق لي المنزل، ولكنه أيضا يطمع فيه، ويفتعل المشاكل، والإيذاء النفسي لهذا السبب أيضا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبخصوص ترككِ المنزل لاجتناب أذى أخيك: فقد نص الفقهاء على أنه لا حرج على المرأة البالغة الرشيدة أن تسكن حيث شاءت، إذا أمنت الفتنة، وانتفت التهمة.

قال الشربيني الشافعي في تحفة المحتاج: وإن كان أنثى، فإن بلغت رشيدة، فالأولى أن تكون عند أحدهما حتى تتزوج، إن كانا مفترقين، وبينهما إن كانا مجتمعين، لأنه أبعد عن التهمة، ولها أن تسكن حيث شاءت، ولو بأجرة، هذا إذا لم تكن ريبة... انتهى.

ومع أن هذا الأمر جائز في الأصل، إلا أنه لا ينبغي التعجل إليه، فقد لا يكون ذلك الأصلح للمرأة، والواجب أن ينصح أخوكِ هذا، ويذكر بالله تعالى، فالاستمناء محرم، وسبق لنا بيان ذلك بأدلته في الفتوى: 7170 .

فهو في ذاته معصية، فإن انضم إلى ذلك المجاهرة به، وفعله أمام الناس، فهذه وقاحة منكرة، وانسلاخ من الحياء، إذ الواجب على المبتلى أن يستر على نفسه، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى، إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح، وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.

وإذا كان هذا فيمن يسترها فعلا، وينشرها قولا، فكيف بمن ينشرها فعلا؟! وكيف بمن يفعل ذلك أمام أمه وأخته؟!، فهذه وقاحة، وعدم حياء، ولا يقدم على مثل هذا عاقل!!! ومن الغريب أن يفعل ما يفعل بحجة أن أمه لم تساعده على أمر الزواج، فلينصح في هذا، وفيما ذكرت من كثرة السب، وذكر الكلام غير اللائق، هذا مع الدعاء له بأن يصلح حاله، وييسر له أمر الزواج، وينبغي أن يعان في ذلك -قدر الإمكان- بالبحث له عن امرأة صالحة، وأسرة كريمة قد ترضى منه باليسير، ولا تكلفه الكثير، ومساعدته أيضا بما يتيسر من المال.

نسأل الله عز وجل له الهداية، والتوبة، والخير، والصلاح، وتيسير أمر زواجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني