وجود شخص مدمن عاص ضمن العائلة هل يمنع إجابة الدعاء

0 201

السؤال

منذ أكثر من عامين وأنا لا أستطيع إيجاد وظيفة، ونمر أنا وأهلي بضائقة شديدة منذ زمن، ولي أخ مدمن تدخين المخدرات، وهو يقوم بتدخينها في المنزل رغم محاولاتنا العديدة لمنعه، فهل لما يفعله أخي علاقة بعدم استجابة دعاء أهل البيت؟ علما أننا جميعا في البيت من مقيمي الصلاة بالمسجد، وملتزمون دينيا، باستثنائه طبعا، وهل ما يفعله يمنع الملائكة من دخول البيت؟ وما هي الأضرار الدينية التي يتسبب لنا بها جراء أفعاله - جزاكم الله كل خير -.؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله أن يفرج همومكم، وأن ييسر أموركم، وأن يمن على أخيكم بالهداية، وما دمتم تقومون بما أمر الله عز وجل به من نهي أخيكم عن هذا المنكر بقدر وسعكم، فلا يضركم عصيانه شيئا، ولا يحول عصيانه بينكم وبين استجابة دعائكم، قال سبحانه: ولا تزر وازرة وزر أخرى {الأنعام:164}، وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم {المائدة:105}، جاء في تفسير الطبري عن سعيد بن المسيب أنه قال: لا يضركم من ضل إذا اهتديتم: إذا أمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر؛ لا يضرك من ضل إذا اهتديت. اهـ.

ولا نعلم دليلا على أن وجود المخدرات، أو تناولها يمنع دخول الملائكة للبيت.

ثم اعلم أن استجابة الدعاء لا تعني إعطاء الداعي عين ما سأل، أو أن يجاب في الوقت الذي عينه في دعائه، بل استجابة الدعاء تكون بإحدى ثلاث وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ما من مسلم يدعو بدعوة، ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر. أخرجه أحمد، وصححه الحاكم. وربما كانت الخيرة للعبد في تأخير إجابة دعائه، أو في منعه مما سأله.

وينبغي للمسلم كذلك أن يتفقد نفسه، فرب أذنب أغلق عن صاحبه أبواب الإجابة، قال ابن القيم: والأدعية، والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحا تاما، لا آفة به، والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود؛ حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير، فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح، أو الداعي لم يجمع بين قلبه، ولسانه في الدعاء، أو كان ثم مانع من الإجابة، لم يحصل الأثر. اهـ.

وعلى المسلم أن يكون حسن الظن بربه عز وجل في دعائه، وليحذر من أن يقع في سوء الظن بالله، قال ابن القيم: ومن ظن به أنه إذا صدقه في الرغبة، والرهبة، وتضرع إليه وسأله، واستعان به، وتوكل عليه أنه يخيبه، ولا يعطيه ما سأله، فقد ظن به ظن السوء، وظن به خلاف ما هو أهله. اهـ.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 103161، والفتوى رقم: 30686 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة