الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يستجيب الله دعاء العبد

السؤال

أحيانا أدعو الله بالزوج الصالح وله مواصفات أعلى مني من الناحية المادية وغيرها وأقول إن الله قادر على كل شيء وأيضا لازم يكون هناك يقين بأن الله يستجيب، لكن المشكلة فى أني أحيانا أقول إن الله قادر، لكن هل أنا أستحق واحدا مثله يا ترى هل هذا مدخل من مداخل الشيطان ليقلل من ثقتي بالله فى الإجابة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما يجب الإيمان به أن العبد إذا دعا الله تعالى وهو مستكمل لشروط الإجابة، منتفية عنه موانعها، فإن الله تعالى يجيب دعوته، إما عاجلاً في الدنيا، وإما أن يدخر له حسنات في مقابل دعوته، أو يصرف عنه من السوء مثلها، وقد دلت على ذلك نصوص الشرع، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر، قال: الله أكثر. رواه أحمد والحاكم.

وتتلخص شروط الاستجابة وموانعها في قول الله تعالى: فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، فمن استجاب لله تعالى في أمره ونهيه، وصدق بوعده وآمن به فقد تحققت له شروط استجابة الدعاء، وانتفت عنه موانع الإجابة، فلن يخلف الله تعالى وعده.

فعليك أن تستجيبي لله تعالى وتؤمني به وتثقي بوعده وتدعيه بما أردته من خير الدنيا والآخرة (ومنه الزوج الصالح)، وتحري أوقات الإجابة ولا تستعجلي فإنه سيستجاب لك، ولا تقبلي وسوسة الشيطان في هذا الأمر، فإنه عدوك ولن يرضى لك بسلوك طرق الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني