حكم من أحس بالمراءاة في صلاته ونوى قطعها ولكن الوساوس تسيطر عليه

0 157

السؤال

وأنا أصلي أحسست أني أرائي بالقراءة، فأكملت؛ لأني أذكر أني قرأت فتوى لكم تقول: ينتهي، ويخلص عمله، ويكمل صلاته، ولا يضره، وبداخلي شيء يقول لي: لم تقطعي المراءاة، ولم تنتهي عن فعلك، فقلت: إذن نويت قطع المراءة في نفسي، فقال لي: أتفعلين مثل هذا، وتقولين هذه الكلمة لمن يعلم أنك نويت القطع؟ وأيضا فعلك يدل على الاستهزاء، ثم ندمت، وأنا إنسانة مجنونة، يملي علي الوسواس شيئا وأصدقه، فكيف واجهت ربي بهذه الكلمة؟ وهل وصلت لدرجة أني أستهزئ بأفعالي أمام الله، أو أنني لم أعظم الله في نفسي، أو كذا وكذا، أو قصدي كذا؟ وبدأ التفكير: كيف يقول إنسان عاقل مثل ذلك؟ وهل يشترط أن تكون نفسي كارهة للفعل حتى لا يحاسبني الله على ما قلت في نفسي؟
السؤال الأول: هل يجب أن أجلس مع نفسي جلسة هادئة، وأفكر ماذا كان قصدي عندما قلتها؟ وهل كان نابعا من استهزاء، أو من عدم تعظيم لله، أو غيره من الذنوب العظيمة، فأنا خائفة على ديني، وأنا مصابة بالوسواس، وقال لي: تشهدي، واغتسلي، قلت: لن أفعل شيئا حتى أسأل، وأخاف أن تكون وسوسة منه أيضا أني وقعت في الكفر، فهل وقعت في الكفر حقا؟ وأيضا دائما ما يأتيني في صلاتي، واستنجائي، وكل شيء فمثلا يقول لي: اقطعي الصلاة؛ لأن هذا الفعل مبطل لها، ثم أقول في نفسي: لا، سوف أكمل، وبعدها أسأل، وكنت أستخدم السؤال في مواجهة كل شيء، فأستنجي، وأخرج، وأصلي، وأكمل كل شيء، وإذا قال لي: كذا وكذا، أقول: أكملي وسوف نسأل، حتى نسيت معظم ما كنت أريد السؤال عنه، فهل علي ذنب بهذا الاستهتار؟ لأني لم أكن أكتبها، والآن لا أذكر إلا سؤالا واحدا، أو ثلاثة أسئلة؟!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن يعافيك من تلك الوساوس التي بلغت منك مبلغا كبيرا.

ومن أهم وسائل التغلب على الوساوس بعد الاستعانة بالله عز وجل، الإعراض والتلهي عنها، وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة للتغلب عليها في الفتويين: 51601، 3086، كما يمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات بالموقع.

ثم نفيدك بأن الصواب هو ما فعلته من الاستمرار في صلاتك، وعدم التفاتك إلى تلك الوساوس، وعليك أيضا بالاستمرار في الصلاة مستقبلا إن تكرر مجيء الوسواس إليك.

كما نفيدك بأنه لا مؤاخذة عليك في ورود تلك الوساوس على قلبك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل، أو تكلم. متفق عليه.
ثم إن إرسالك هذا السؤال وما تضمنه من وصف حالك، لهو دليل على كراهيتك لتلك الوساوس، وهي لا تضرك طالما أنك تدافعينها، وانظري الفتويين التاليتين: 133954، 134202.

ولا يظهر لنا استهزاء فيما ذكرت في سؤالك، وعلى ذلك فأنت باقية على إسلامك، ولا يلزمك الغسل، ولا تجديد الشهادتين.

أما الجلوس للتفكير في أمور الوسوسة، والاستهزاء فنظن أنه لن يزيدك إلا وسوسة وحيرة.

 وإنما الصواب أن تعرضي عن التفكير في ذلك جملة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة