حكم من تأتيه خواطر وأفكار سيئة مع كرهه لها

0 164

السؤال

أعاني منذ فترة طويلة من خواطر سب مقذع لله تعالى، وقد اشتد مؤخرا بعد أن صرت أكثر انضباطا في الصلوات، وبعض العبادات، وهو ما جعلني أعيش وضعا نفسيا متعبا.
أنا بالأساس أعاني من وسواس قهري قديم، يأتي ويزول، ويظهر بأشكال متأخرة، ففترة أشعر بعدم قدرتي على البقاء في جلسة عائلية، وتارة أشعر برغبة في أن أصدم بسيارتي ومعي أسرتي، وتارة أشعر بعدم قدرة قدمي على حملي، كل هذه الأشكال تأتي وتزول بسرعة، وهي لم تضايقني كما يضايقني وسواس سب الله تعالى.
أحيانا أقول لنفسي بسبب فظاعة هذه الوساوس: لربما كنت أنا المسيح الدجال. وإذا واظبت على عمل صالح قلت لنفسي: لا شك أنني لن أستمر عليه، لأن الله لن ييسر لي هداية وأنا بهذا السوء. وإذا تعرضت لمرض قلت لنفسي: إن هذه بداية انكشاف معصيتي، لأنني سوف أجزع ولا أصبر.
أتمنى أن تفيدوني، هل سيحاسبني الله على هذه الخواطر رغم كرهي الشديد لها؟ وهل سيحاسبني الله لأنني لم أفعل أمورا كفاية لطردها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإنه لا إثم عليك، ولا حساب، إن كان ما تجده مجرد خواطر بالقلب تهجم عليك بغير اختيار، فإن من فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل الإنسان أو يتكلم، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري، ومسلم.

وكره العبد، وخوفه، ونفوره من هذه الخواطر، والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد، وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي -صلى الله ‏عليه وسلم- فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد ‏وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم ‏الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا، وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا ‏عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.

وعليك بشغل ذهنك عن هذه الأفكار، وتوظيف وقتك في التعلم، والدعوة إلى الله تعالى، أو الكسب المباح، واحذر الانفراد بنفسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة