حكم رمي جمرات أيام التشريق ليلا

0 221

السؤال

قمت بأداء فريضة الحج هذا العام مع والدي وأخي، ونحن من سكان مكة، وكنا في أيام التشريق الثلاثة نقوم بالمبيت في منى حتى الفجر، ثم نقوم بالذهاب للمنزل للنوم والاستيقاظ في اليوم التالي لرمي الجمرات، وفي آخر يوم (يوم الثالث عشر من ذي الحجة) لم نستطع الاستيقاظ (راحت علينا نومة بالعامية)، وذهبنا لرمي الجمرات في حوالي الساعة العاشرة مساء، فهل رمي الجمرات في هذا التوقيت صحيح أم علينا شيء؟.
مع العلم أننا في اليوم الثاني عشر أيضا رمينا بعد أذان المغرب بسبب زحام الطريق، وحتى استطعنا أن نجد موقفا للسيارة، وركوب مواصلات، ووجدنا وقتها أوتوبيسات تقوم بتوصيل الحجاج حتى سلم الجمرات، فقمنا بالاستفسار عن مدى صحة هذا الرمي، فعلمنا أن وقت الرمي يمتد حتى فجر اليوم التالي، ولهذه الأسباب ـ صحة الرمي حتى الفجر ووجود الأتوبيسات في الأوقات المتأخرة ـ لم نهتم كثيرا للذهاب آخر يوم في وقت مبكر ـ بالإضافة لعدم قدرتنا على الاستيقاظ ـ ولكن سمعنا بعدها أن صحة الرمي للفجر لا تنطبق على آخر يوم.
أنا آسف للإطالة ولكن أحببت أن أوضح الأمر كاملا.
وهل لو كان علي فدية فهي دم فقط أم أنا مخير بين أكثر من أمر ـ كالصيام مثلا ـ؟ وهل التخيير للجميع أم لغير القادرين فقط؟ وبصفتي من سكان مكة هل يمكن أن أذهب العام القادم لرمي الجمرات في آخر يوم، وبهذا أكون قمت بتعويض ما فاتني أم يجب علي فدية؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فآخر وقت لرمي الجمار هو قبيل غروب شمس يوم الثالث عشر، فإذا أخرت رمي جمرات يوم الثالث عشر حتى غربت الشمس فقد فاتك الرمي ولزمك دم، ولا يمكن تعويضه بالرمي في السنة التالية، ولا تنتقل إلى الصيام إلا عند العجز عن الدم، فتصوم عشرة أيام عند كثير من الفقهاء، وقال بعضهم من عجز عن الدم فلا صيام عليه، والدم شاة تذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم، وانظر الفتوى رقم: 119065، و الفتوى رقم: 129865، والفتوى رقم: 58671.
وأما رميكم في اليوم الثاني بعد المغرب فهذا لا حرج فيه ، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة : .. من أخر الرمي في اليوم الثاني عشر فرماه ليلا أجزأه ذلك ولا شيء عليه، وعليه تلك الليلة المبيت في منى والرمي لليوم الثالث عشر بعد الزوال؛ لكونه لم ينفر في اليوم الثاني عشر قبل غروب الشمس، ولكن الأحوط أن يجتهد في الرمي نهارا في المستقبل .. اهــ

والله تعالى أعلم.
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة