أحكام من لم يصم خشية الضعف والهزال

0 158

السؤال

قريب لي زوجته مريضة نفسيا في حالة متأخرة، والعلاج لا يظهر أي تحسن، ودائما تصوم، ولكن هذا العام صامت أول يوم، ثم قالت: لن أقدر لشدة الحر، وإنني أثناء الإفطار تنتابني بعض الوساوس، ولا أستطيع الأكل، وأخاف أن يصيبني ضعف وهزال، وسأقضي فيما بعد. فقال لها زوجها: لا مشكلة، أنت مريضة، وسأطعم عنك عن كل يوم مسكينا. فرفضت بشدة، وقالت: لا، أنا سأقضي فيما بعد. وإلى الآن لم تقض، وترفض إطعام المساكين، فهل يجوز الآن وبعد 5 أشهر إطعام مسكين عن كل يوم دون علمها أم ننتظر حتى توفي بوعدها -وهذا احتمال ضعيف، وعليها 28 يوما-؟ وهل يجوز إطعامهم مرة واحدة؟ وما هو حكم الشرع أصلا في هذه الحالة؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن كان صيام تلك المرأة -وهي في حالتها المذكورة- يسبب لها الضعف والهزال، فإن هذا ضرر معتبر في جواز الإفطار، وحينئذ تكون معذورة، وإلا فلا؛ قال ابن قدامة -رحمه الله-: الأمراض تختلف؛ منها: ما يضر صاحبه الصوم، ومنها: ما لا أثر للصوم فيه، كوجع الضرس، وجرح في الإصبع، والدمل، والقرحة اليسيرة، والجرب، وأشباه ذلك. فلم يصلح المرض ضابطا، وأمكن اعتبار الحكمة، وهو ما يخاف منه الضرر، فوجب اعتباره. انتهى.

وانظر أيضا الفتوى رقم: 126657.
وحيث أفطرت؛ فالأصل وجوب القضاء ولو تأخر، ولا يصار إلى الإطعام إلا عند اليأس نهائيا من القدرة على القضاء. وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 78188، 186477، 161981، وإحالاتها. 
وعلى تقدير جواز الانتقال إلى الإطعام؛ فلا يجزئ الإطعام عنها دون إذنها، كسائر الكفارات. وانظر الفتوى رقم: 234877.
 ويجوز في الكفارة إطعام المساكين دفعة واحدة. وانظر للفائدة الفتويين التاليتين: 69956، 140049، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة