أكل آدم من الشجرة.. وقضية الخلود

0 228

السؤال

هل عندما أكل آدم عليه السلام من الشجرة التي أغواه بها الشيطان كان يريد الخلود، وهل الخلود نعمة؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فان الظاهر انه اغتر بكلام الشيطان وقسمه فأكل من الشجرة رغبة في الخلد في الجنة، والخلود في الجنة نعمة عظيمة، ولذا جعله الله جزاء لأهل الإيمان؛ كما قال تعالى: والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة {النساء:57}.

وقد وسوس له ولزوجته الشيطان وأغواهما بالأكل من الشجرة، وأقسم لهما على أنهما إن أكلا من هذه الشجرة فسيكونان خالدين أو ملكين، قال الله تعالى: فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين {الأعراف:20}.
قال الإمام ابن كثير: يقول: ما نهاكما عن الأكل من هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين، أي لو أكلتما منها لصرتما كذلك: (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين) [لأعراف:21]، أي: حلف لهما على ذلك؛ كما في الآية الأخرى: (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) [طـه:120] أي: هل أدلك على الشجرة التي إذا أكلت منها حصل لك الخلد فيما أنت فيه من النعيم، واستمررت في ملك لا يبيد ولا ينقضي؟ وهذا من التغرير والتزوير والإخبار بخلاف الواقع... إلخ، قصص الأنبياء لابن كثير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة