الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السر في دعاء يوسف عليه السلام بإلحاقه بالصالحين

السؤال

في سورة يوسف: (توفني مسلما وألحقني بالصالحين) لماذا دعا سيدنا يوسف أن يلحقه الله بالصالحين، ولم يدع أن يلحقه بالنبيين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن النبيين من جملة الصالحين، بل هم سادة الصالحين، ومن ثم فإن دعاء يوسف عليه السلام أن يلحق بالصالحين يشمل فيما يشمله النبيين عليهم السلام، وقد فسر كثير من السلف مراده بالصالحين في الآية بآبائه من الأنبياء عليهم السلام، وبعضهم حملها على عموم الصالحين، ولا تنافي بين القولين، فإن الأنبياء هم سادة الصالحين؛ كما ذكرنا.

قال في فتح البيان: قال ابن عباس: ما سأل نبي الوفاة غير يوسف عليه السلام، اشتاق إلى لقاء الله وأحب أن يلحق به وبآبائه، فدعا الله أن يتوفاه (و) قال (ألحقني بالصالحين) من النبيين من آبائي وغيرهم فأظفر بثوابهم منك ودرجاتهم عندك، قال الضحاك: يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، وقال عكرمة: يعني أهل الجنة. انتهى.

وعلى القول بأن مراده بالصالحين عموم المؤمنين فيقال: إنما آثر التعبير بذلك، ولم يطلب اللحاق بالأنبياء، وهو من جملتهم جريا على سنن التواضع وهضم النفس.

قال الألوسي رحمه الله: وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ من آبائي على ما روي عن ابن عباس، أو بعامة الصالحين في الرتبة والكرامة كما قيل، واعترض بأن يوسف عليه السلام من كبار الأنبياء عليهم السلام، والصلاح أول درجات المؤمنين، فكيف يليق به أن يطلب اللحاق بمن هو في البداية؟ وأجيب بأنه عليه السلام طلبه هضما لنفسه، فسبيله سبيل استغفار الأنبياء عليهم السلام، ولا سؤال ولا جواب إذا أريد من الصالحين آباؤه الكرام؛ يعقوب وإسحاق وإبراهيم عليهم السلام. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني