0 158

السؤال

نشكر الأشخاص القائمين على هذا الموقع جزيل الشكر. أنا فتى عمري 20 سنة، كنت أمارس العادة السرية منذ حوالي 6 سنوات، وكلما أردت التوبة، أنقطع عنها لمدة شهر أو عدة أيام، ثم أعود إلى تلك المعصية، علما أني كنت أشاهد الأفلام الإباحية كثيرا، والآن -والحمد لله- تركت هذه الأفلام، ولكني لا زلت أمارس العادة السرية، وأريد الإقلاع عنها، فكلما فعلتها أشعر بالندم، وتأنيب الضمير، علما أنني أصلي الصلوات الخمس، وأنا نحيف، فهل هذا بسببها؟ وأريد الهداية من الذنوب والمعاصي التي فعلتها -جزاكم الله خيرا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                

 ففي البداية: نهنئك على توبتك من مشاهدة المنكرات, ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك, وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن, وراجع الفتوى رقم: 6617

وبخصوص العادة السرية: فالظاهر أنك تعلم حرمتها, فلا نطيل عليك بذكر الأدلة وأقوال العلماء, ولكن نحيلك إلى الفتوى رقم: 7170، ومع ذلك نسألك: لماذا الإصرار على هذه العادة القبيحة المضرة بالصحة، وأنت تعلم أنها لا تجوز؟

 ثم اعلم أن من  تاب توبة صادقة، ثم عاد إلى تلك المعصية؛ فإن باب التوبة لا يغلق في وجهه، بل عليه أن يعود فيتوب مهما تكرر منه الذنب، فإن الله تعالى لا يزال يقبل توبة العبد ما لم يغرغر؛ قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}، فإذا تاب وصدقت توبته، محيت جميع ذنوبه، وكان كمن لم يذنب؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وراجع  المزيد في الفتوى رقم: 142663 وهي بعنوان: "يذنب فيتوب، ثم يعود للذنب"

أما قولك: "وأنا نحيف، فهل هذا بسببها"؟ فالجواب أن هذا غير مستبعد؛ لأن العادة السرية تضعف البدن، ففي فتاوى اللقاء الشهري لابن عثيمين:

السؤال: هل من حل إيماني وعملي للعادة السرية، حيث إني مبتلى بها، وتؤرقني في شهر رمضان؟

الجواب: أسأل الله له العافية، أما الحل الإيماني فهو قول الله تبارك وتعالى في وصف المؤمنين: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} [المعارج:29-31]، والعادة السرية وهي الاستمناء وراء ذلك؛ وراء الزوجات، ووراء المماليك من النساء، وهن السراري {فأولئك هم العادون} [المعارج:31]، فوصف الله ذلك بأنه عدوان، والإنسان إذا علم أن هذا عدوان لن يفعله.
وأما الرادع الحسي، فليسأل الأطباء، حتى يتبين له أنها من أضر ما يكون على البدن، وإن كان الإنسان يجد فيها راحة، لكنها راحة يسيرة يعقبها ضرر كبير، ولقد قال لي بعض الناس: إنه ابتلي بهذا، فابتلي بالوساوس الشيطانية -والعياذ بالله-، والمضايق النفسية، وهذا ليس ببعيد؛ لأن الله تعالى حكيم، جعل هذه النطفة لها محل معين: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [البقرة:223]، وعلى الإنسان أن يتصبر ويتصبر ويتصبر، ولقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام دواء ناجحا وهو الصوم، فقال: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء). انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة